للتغلب على واقعة التحرش.. خليك سند لطفلك

التحرش من أصعب المواقف التي تمر على الطفل ومن المواقف التي تظل محفورة في ذاكرته، لأن أغلب الأطفال عقلهم يكون غير مدرك الحدث الذي يحدث معه، وفي بعض الحالات يكون فيه هتك عرض وألم وجروح أكبر من مخيلة الطفل بمراحل كثيرة، وتوجد بعض الأسر التي تحاول ألا تصلح الفعل بل تخفيه وأحيانا يلجأون لتعنيف الطفل وإلقاء اللوم عليه.
تقول الدكتورة دولت نصر، إخصائى الطب النفسي، إن ردود أفعال الأمهات في أغلب الأوقات تكون مخزية جدا خوفا من الفضيحة، وبعض الأسر تقابل الفعل بالصراخ وأحيانا ضرب الطفل.
وأضافت: عندما يكون المتحرش من داخل دائرة الأسرة تكون صدمة كبيرة للطفل لأنه يفقد أكبر جزء من إحساسه بالأمان داخل منزل العائلة، والكثير من الأسر تتجاهل مشاعر أطفالهم وتوجد نماذج كثيرة لخذلان الطفل ومواقف الأهل السلبية مثل (السكوت تماما وغلق الموضوع لأن المتحرش شخص من العائلة مثل الخال أو العم أو أبناء الأقارب) أو ينتقلون من منزلهم لمنزل آخر دون التحدث عن الأمر وشرحه، ويتهمون الطفلة بأنها السبب لنزولها الشارع واللعب مع الأطفال، فكلها نماذح سلبية من الأسر تؤثر بشكل كبير على الطفلة ونفسيتها.
وأوضحت دولت أن أول إحساس يصل للطفلة أنها السبب وأن جسمها عار ويكبر بداخلها الإحساس بالذنب مع مرور الوقت، وبعض الفتيات يكبرن وهن لديهن عدم الإحساس بالأمان فتبدأ قصصهن مع فقد الأمان تجاه كل العالم.
وأكدت دولت أن أكبر إحساس يتكون داخلها أنه لا يوجد لها سند، وهذا المعتقد الذي تختاره الطفلة لتحمي نفسها من الألم الذى عاشته مع أسرتها عندما خذلوها في قصتها، ومن ثم تفقد الثقة في جميع من حولها وتحاول الهروب من فكرة الارتباط خوفًا من المرور بنفس الأزمة مرة أخرى، كل هذه المواقف من الصعب تجاوزها لأن الضحايا يقعن في النهاية في دائرة الاكتئاب وبعض الاضطرابات النفسية.
ونصحت دولت الأسر باختيار الكلمات المناسبة لاحتواء الطفلة عند تعرضها للتحرش، لأن رد فعل الأهل يعد النقطة الفارقة في هذا الحدث الصادم والذى قد يوقف أثره حياة الضحية أحيانا، ويجب اتخاذ كافة الإجراءت للحصول على حقها من المتحرش، والتحدث معها دائما عن وجودهم معها وأنهم بجوارها وفي ظهرها وأن المشكلة في المتحرش وهو المسىء وأنها تستحق الفخر.