من المعروف أن العقدين الماضيين شهدا العصر الذهبى الأول للأفلام التسجيلية وأفلام التحريك الطويلة، فقد أصبحت «فى» السوق، ولم تعد على هامش السينما على شكل أفلام قصيرة أو أفلام طويلة قليلة، أصبح هناك فيلم تسجيلى يدر مئات الملايين من الدولارات، مثل أفلام مايكل مور، بل أصبح هناك فيلم عن عالم الفيزياء المعجزة ستيفن هوكنج يدر عشرة ملايين دولار. ولذلك أصبح للأفلام الطويلة من هذين الجنسين من أجناس الفن السينمائى مكانة متساوية مع الأفلام الروائية الطويلة فى مهرجانات السينما الدولية الكبرى داخل وخارج المسابقة، وربما لأول مرة فى مهرجانات السينما فى مصر تشهد البانوراما الرابعة للفيلم الأوروبى التى تختتم اليوم فى القاهرة مساواة كاملة بين الروائى والتسجيلى، وبقيت المساواة بين الأجناس الثلاثة معاً. وتشهد البانوراما هذه الدورة، ولأول مرة، حضور عشرة ضيوف من المبدعين والباحثين، هم المخرج الفرنسى رومان جوبيل ويعرض له «الموت فى الثلاثين»، والمخرج البرتغالى سيرجيو تروفو ويعرض له «بلد آخر»، وكاتبة السيناريو الفرنسية سيلفى زوكا، والمخرجة البريطانية مانون لوازو، ويعرض لها «يوميات إيران المحظورة»، والمخرجة الصربية ميلا تورايليتش، ويعرض لها «سينا كوميونيستو»، والباحث المغربى الكبير محمد الدهان، والباحثة وإخصائية ترميم وحفظ الأفلام لبنى رجراجى، وهى من الشخصيات الدولية المرموقة فى هذا المجال. ومن ضيوف البانوراما أيضاً المخرجة المصرية الفرنسية جيهان الظاهرى، ويعرض لها «كوبا: أوديسة أفريقية»، والثنائى المصرى السويسرى أحمد عبدالمحسن وساندرا جيزى، ويعرض لهما «سيرة: آخر الأبطال». أخرجت جيهان الظاهرى أكثر من عشرة أفلام تسجيلية منذ عام 1990 من أهمها «بيت آل سعود»، و«ثمن المساعدات»، و«وراء قوس قزح»، كما أصدرت كتابين: «الحيوات التسع لياسر عرفات»، و«50 سنة من الحرب بين إسرائيل والعرب». أما أحمد عبدالمحسن فهو من مواليد أسوان عام 1974، وتخرج فى كلية الإعلام جامعة جنوب الوادى، ودرس السينما فى زيورخ، وأخرج عدة أفلام منها «إلى الله» عن الاحتفالات الدينية فى مصر، ويحاضر فى مدرسة زيورخ للسينما، وشريكته فى إخراج الفيلم درست اللغة العربية فى مصر، ولها أبحاث عن الفن الشعبى فى القاهرة، وعن الفن الأفريقى. وبغض النظر عن تسمية «بانوراما»، هذا مهرجان سينمائى حقيقى جدير بأن يلتف حوله كل مبدعى ونقاد السينما فى مصر. [email protected]