أمريكا تحت التهديد.. عمليات تجسس واختراقات ضخمة تضرب الحكومة الفيدرالية

كشفت «فوربس» عن عامل مشترك في الهجمات الأخيرة على وزارتي الخزانة والتجارة بحكومة الولايات المتحدة الفيدرالية، حيث كانت تستخدم برنامج أو منصة SolarWinds Orion الذي تم استخدامه كنقطة انطلاق لعمليات الاختراق، لذا يمكن أن يكون الاختراق قد وصل مباشرة إلى قلب جهاز الأمن القومي الأمريكي.
وأفادت «فوربس» أنه وفقًا لمراجعة السجلات العامة فإن عدد عملاء الحكومة الأمريكية الذين اشتروا برنامج SolarWinds Orion كبير، فيما تقول «البنتاغون» إنها أكبر مشتر، بالاضافة إلى الجيش والبحرية الامريكية، باعتبارهما أيضًا من المستخدمين الكبار.
وهناك أيضا وزارة شؤون المحاربين القدامى التي تشارك في عمليات المساعدة ضد فيرس كورونا في الولايات المتحدة، وهي أكبر منفق على هذه الأداة في السنوات الأخيرة، ففي أغسطس الماضي تم تجديد ترخيص Orion الخاص بها في طلبية بقيمة 2.8 مليون دولار، إضافة إلى المعاهد الوطنية للصحة وDHS ومكتب التحقيقات الفيدرالي، وهي أيضًا من بين الفروع العديدة للحكومة الأمريكية التي اشترت الأداة سابقًا.
وأضافت «فوربس» أن وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية التابعة لوزارة الأمن الداخلي (CISA) هي عميل SolarWinds أيضًا، حيث اشترت تراخيص بقيمة 45 الف دولار في عام 2019 على الرغم من أنه ليس من الواضح ما إذا كانت تستخدم أداة Orion تحديدا. كما أنفقت القيادة الإلكترونية الأمريكية أكثر من 12 الف دولار على أدوات SolarWinds في العام نفسه.
وتضيف «فوربس» أن المتسللون تمكنو من إخفاء التعليمات البرمجية الضارة في التحديث الخاص ببرنامج SolarWinds Orion، وهذا البرنامج يتم استخدامه لمراقبة ومتابعة وادارة الشبكات من مكان واحد أو من لوحة واحدة لإدارة أجزاء مختلفة من الشبكة.
واوضحت «فوربس» أنه في وقت سابق من هذا العام، تمكن المتسللون من إدخال برامج ضارة في تحديثات Orion التي تم إصدارها بين مارس 2020 ويونيو 2020 والتي سمحت للمتطفلين بموطئ قدم في شبكات العملاء والقدرة على التجسس على رسائل البريد الإلكتروني وذلك وفقًا لافادة رويترز، ويعتقد ان هؤلاء المتسللون تحت رعاية الحكومة الروسية.
وأوصت وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية التابعة لوزارة الأمن الداخلي (CISA) جميع الوكالات المدنية الحكومية بالتوقف عن استخدام SolarWinds Orion حيث قال مدير CISA: «منتجات Orion Network Management الخاصة بشركة SolarWinds تشكل مخاطر غير مقبولة على أمن الشبكات الفيدرالية ونحث جميع شركائنا في القطاعين العام والخاص على تأمين شبكاتهم ضد أي استغلال».
وتقول «فوربس» إنه من المرجح أن يكون للهجوم تأثير عالمي، حيث انه وفقًا ل FireEye، أول من اعترف بوقوعه ضحية لحملة التجسس الواسعة التي كانت الأسبوع الماضي. وقال المركز الوطني للأمن السيبراني في المملكة المتحدة (NCSC) إنه يراقب التداعيات. كما اوصى أيضًا بأن يتأكد أي شخص يقوم بتشغيل نظام SolarWinds من تثبيتها خلف جدار الحماية (FireWall) وفصلها عن الإنترنت.
من جانبها، قالت شركة SolarWinds في تحذير أمني: «لقد تم إبلاغنا بأن هذا الهجوم قد تم تنفيذه على الأرجح من قبل دولة خارجية وهو هجومًا محددا ومستهدفًا للغاية ويتم تنفيذه يدويًا» وطلبت من عملاءها التحديث إلى أحدث إصدار من Orion.
وتضيف «فوربس» أنه قد ثبت بأن التسلل إلى مزود برمجيات رئيسي فيما يسمى «هجمات سلسلة التوريد» أنه مفيد للقراصنة في الماضي. وقد أدت هجمات NotPetya إلى شل عدد من الشركات في جميع أنحاء العالم باستخدام برامج الفدية.
من جهتها، نفت روسيا تنفيذ هذه الهجمات وقالت عبر حساب وزارة الخارجية على الفيسبوك أن «روسيا لا تشن عمليات هجومية في المجال السيبراني».
وأشارت تقارير من رويترز إلى أن وزارة الأمن الداخلي كانت ضحية للهجمات ايضا بينما رفضت وزارة الدفاع التعليق، على الرغم من أن التقارير الإعلامية تشير إلى أن البنتاغون والمعاهد الوطنية للصحة ووزارة الخارجية تعرضوا لذلك أيضًا.
وقال متحدث باسم مكتب التحقيقات الفيدرالي: «مكتب التحقيقات الفيدرالي على علم بالتقارير ومع ذلك، فإننا نرفض التعليق أكثر».
شركة SolarWinds هي شركة مدرجة في البورصة في أوستن، ومقرها تكساس وتبلغ قيمتها أكثر من 6 مليارات دولار، ولديها قائمة عملاء خاصة بها تضم أكثر من 425 عميل، تضم جميع مزودي الاتصالات الرئيسيين في الولايات المتحدة، وأكبر خمس شركات محاسبة أمريكية، ومئات الجامعات العالمية، ووكالة الأمن القومي والبيت الأبيض.