تُعد المعلومات المُضللة واحدًا من أكبر التهديدات التى تواجه العالم حتى الآن وأكثرها ضبابية، فهى تُعد حرب معلومات ذات مخاطر عالية، ونتيجة توفر الإنترنت فى كل مكان وسهولة استخدامه سهل ذلك على الأشخاص والناس الرواد لمواقع الإنترنت تصديق الأخبار والأفكار التى تنشرها بما يتماشى مع أفكارهم وعقلياتهم. كما أصبح من السهل إنشاء برمجيات التزييف العميق والبرمجيات الضارة، حيث تم تطوير هذه البرمجيات بإضافة الطابع الديمقراطى عليها بما يتماشى مع الأدوات والأجندات التى تقف وراءها ونشرها على نطاق واسع. فى حين رأينا ظهور بعض المعلومات المضللة على شكل خدمة والتى يتم تسليحها ضد الشركات ما يسبب بعض البلبلة للشركات ويؤدى بذلك إلى هبوط أسهم الشركات وتكبدها خسائر بالمليارات، كما تُكلف بعض الرؤساء التنفيذيين خسارة وظائفهم. قال إريك تريكسلر، نائب رئيس المبيعات للحكومات العالمية لدى «فورس بوينت» للحلول الأمنية الإلكترونية، إن العديد من الحكومات حوّلت انتباهها مؤخرًا نحو شركات التكنولوجيا الكبيرة، التى احتكرت العديد من التقنيات فى السنوات القليلة الماضية، فهناك ضغط متزايد من أجل الإشراف الحكومى على منصات التواصل الاجتماعى لكبح جماح قضايا التضليل المتزايدة. وأشار إلى أن المعلومات المضللة تأتى بأشكال متعددة، ولا يوجد حل سحرى لمعالجة مثل هذا النوع من التهديدات، حيث لا توجد أداة واحدة يمكن أن توجه الناس إلى الحقيقة أو الأمان، مشددًا على أنه يجب على كل شخص أن يبقى حريصًا على ضرورة البحث والتساؤل عن مصدر المعلومات التى يراها عبر الإنترنت، وليس مجرد أخذ المعلومات دون مزيد من التفكير أو الاستفسار. لافتًا إلى أن هناك وعيًا أكبر اليوم بشأن حملات التضليل ونواياها، فضلاً عن الحوار المتزايد مع شركات وسائل التواصل الاجتماعى حول أهمية هذه القضية وتأثيرها على الرأى العام العالمى. بالإضافة إلى ذلك يمكن أن تساعد الشراكات العامة والخاصة فى مكافحة حملات التضليل والجهات الفاعلة الخبيثة، حيث يمكن للمعايير والمصادر المفتوحة أن تترك المنظمات أكثر عرضة للهجوم. ومؤخرًا، اقترحت مؤسسة كارنيجى للسلام الدولى (Carnegie Endowment) اتحادًا يجمع عددًا من الأكاديميين والمنصات الاجتماعية الكبيرة وشركات التكنولوجيا التجارية لتكثيف العمل لإيجاد العديد من الأبحاث والحملات المضللة. فى حين أن المعلومات المضللة تشكل تهديدًا كبيرًا ومتزايدًا، فمن المثير ضرورة التفكير فى تكنولوجيا جديدة يُمكن أن تأتى من مثل هذه المبادرة، أو إمكانية تطور وسائل التواصل الاجتماعى لمواجهة هذا التحدى المُلح. من جهتها، اتخذت الشركات المالكة لوسائل التواصل الاجتماعى خطوات لمواجهة المعلومات والأخبار المضللة، إذ أعلن موقع التدوينات القصيرة «تويتر» الأسبوع الماضى، أنه سيحتفظ بالتغييرات التى أجراها على خاصية إعادة التغريد خلال فترة انتخابات الرئاسة الأمريكية، بعد إبطائها انتشار معلومات مضللة وخاطئة، لافتا إلى أنه على الرغم من التغيرات التى أثارت الجدل بين مستخدمى «تويتر» إلا أنه سجل انخفاضًا بنسبة 23% فى إعادة التغريد، وزيادة 26% فى التغريدات المقتبسة، وانخفاضًا بنسبة 20% فى خاصيتى الاقتباس والتغريد. ولا يحذف الموقع التغريدات غير الدقيقة إلا إذا كانت تشكل خطرًا آنيًا، أو تنتهك إحدى قواعده، مثل الترويج لخطاب الكراهية أو التهديد، فيما يسعى إلى تطبيق أساليب أكثر إبداعًا لمنع المشتركين من مشاركة المعلومات المضللة على نطاق أوسع. من جانبها، أعلنت شركة «فيسبوك» دخولها فى شراكة مع منصة «فتبينوا» شريك تدقيق الحقائق فى منطقة الشرق الأوسط، وذلك لإطلاق حملة تثقيفية تحت عنوان #تأكد_قبل_ما_تشارك، لرفع الوعى المجتمعى تجاه رصد الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة وخصوصًا المتعلقة بجائحة «كوفيد- 19».
