طريق معاهدة السلام الرسمية وإقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين السودان وإسرائيل قد يكون طريقا طويلا ومعقدا، رغم أن اتفاق التطبيع بين الطرفين والذي تم الإعلان عنه الجمعة الماضي يوصف في أوساط إسرائيلية وأمريكية بأنه «نجاح تاريخي» وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» في تقرير تحليلي نشرته على موقعها اليوم، إن إعلان التطبيع يوم الجمعة الماضي يتحدث عن إنهاء «حالة العدوان» ويعد بعدد من العلاقات، لكن الاتفاقية لا تحدد علاقات دبلوماسية كاملة أو تبادلا للسفارات . وأضاف التقرير أن وضع الخرطوم، يشكل قضية مختلفة تمام الاختلاف، مقارنة بوضع الإمارات والبحرين، موضحا أن جمهورية السودان، التي لايزال العداء ضد الدولة اليهودية منتشرا فيها على نطاق واسع، تشهد مرحلة هشة في التحول من دولة ديكتاتورية إلى ديمقراطية، لافتا إلى أن هذا وحده سوف يجعل إقامة علاقات كاملة مع إسرائيل «تحديا رهيبا» . ونقل التقرير عن وزير الخارجية السوداني عمر قمرالدين تأكيده بأن اتفاق السلام مع إسرائيل كان يجب التصديق عليه من «كيان لايوجد حاليا»، قائلا :«الاتفاق على التطبيع مع إسرائيل سوف يُقرر بعد اكتمال المؤسسات الدستورية من خلال تشكيل مجلس تشريعي». وقال التقرير:«ليس واضحا متى تتفق أجزاء مدنية وعسكرية من حكومة السودان المؤقتة على عقد هذا المجلس التشريعي»، مستدركا بأنه حتى لو شهدت الأسابيع المقبلة طرح التطبيع في تصويت مقبول رسميا، فإن الموافقة عليها بشكل آلي من جانب المسؤولين السودانيين سوف يكون سهلا . ونبه إلى أن البيان المشترك لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئس مجلس السيادة الوطنية عبدالفتاح البرهان، ورئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، والذي صدر يوم الجمعة الماضي يحمل قليلا من التلميحات بأن عملية التطبيع بين السودان وإسرائيل سوف تبدو مختلفة عن الاتفاقات التي أبرمت مع الإمارات والبحرين، حيث أشار البيان إلى أن الزعماء وافقوا على تطبيع العلاقات بين السودان وإسرائيل وعلى إنهاء حالة العداء بين البلدين، والبدء في علاقات اقتصادية وتجارية مع تركيز مبدئي على الزراعة. « كما تعهدوا بالبدء في التفاوض بشأن اتفاقيات تعاون في مجالات تضم الزراعة والتكنولوجيا والطيران وغيرها، معربين عن عزمهم العمل معا لبناء «مستقبل أفضل» وإحراز تقدم في قضية السلام بالمنطقة . وذكر التقرير إن البيان يقول الكثير من خلال الأشياء التي سكت عنها ولم يذكرها، فهو لم يحدد «تطبيعا كاملا للعلاقات» أو إقامة علاقات دبلوماسية، ولم ييتناول فتح سفارات متبادلة، ولم يشر إلى اتفاقات إبراهيم، والتي عقدت بوساطة أمريكية «للتسامح الديني» وأبرمتها كل من الولاياتالمتحدة وإسرائيل والإمارات والبحرين الشهر الماضي . وتوقع التقرير أن تتحدد طبيعة العلاقات الثنائية بدقة من خلال المحادثات القادمة إلى حد كبير، وذلك عندما تشهد توقيع اتفاقية السلام وفتح السفارات، مضيفا أن نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية والوضع السياسي الداخلي في السودان سوف يلعبان دورا .
