فى الوقت الذى يتعرض فيه زعيم روسيا البيضاء، ألكسندر لوكاشينكو لضغوط متزايدة، واحتجاجات شعبية متواصلة مؤيدة ومعارضة له، رفضا لإعلان فوزه فى الانتخابات الرئاسية التى جرت الأسبوع الماضى، أكد لوكاشينكو رفضه المطالب والدعوات المنادية بإجراء انتخابات جديدة، واتهم حلف شمال الأطلنطى «ناتو» بالاحتشاد قرب حدود بلاده الغربية، بينما أكد الكرملين أن موسكو مستعدة لدعم مينسك، طبقا لاتفاق عسكرى موقع بين الجانبين، إذا لزم الأمر. وواجه لوكاشينكو، الذى يتولى السلطة منذ 26 عاما، مظاهرات منذ أسبوع، ورفض مطالب بإعادة إجراء انتخابات جديدة، بينما قال محتجون وقادة المعارضة إنه تم التلاعب بنتائج اقتراع الأسبوع الماضى، على نطاق واسع لإخفاء حقيقة أن لوكاشينكو فقد الدعم الشعبى، رغم إعلان فوزه ب80% من أصوات الناخبين. وزعم لوكاشينكو، 65 عاما، وجود مؤامرة مدعومة من الخارج للإطاحة به، كما تحدث عن تعهد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بدعمه عسكريا إذا لزم الأمر، وخرج آلاف المحتجين فى شوارع مينسك، الأحد، تلبية لدعوة سفياتلانا تيخانوسكايا، منافسة لوكاشينكو فى الانتخابات المتنازع عليها، والتى فرت إلى ليتوانيا خشية اعتقالها، إلى تنظيم «مسيرة حرية» ضخمة، وبلغت المسيرة ذروتها فى ساحة الاستقلال خارج مقر الحكومة الرئيسى، بينما نظم أنصار لوكاشينكو مسيرة مؤيدة للحكومة وسط مينسك، وسط مخاوف من حدوث مواجهة بين الجانبين، وخاطب لوكاشينكو أنصاره خلال المسيرة بتأكيده رفض إجراء انتخابات جديدة. واستبقت الحكومة المظاهرات، بإقامة سياج معدنى حول ساحة الاستقلال، واستخدمت المركبات الزراعية لإغلاق الطرق القريبة، وذكرت وسائل إعلام معارضة أن لوكاشينكو، الذى عمل مديرا لمزرعة جماعية تعود إلى الحقبة السوفيتية، ينقل المواطنين من أجزاء أخرى من البلاد رغما عنهم للمشاركة فى المظاهرات الموالية له، وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعى، طوابير طويلة من الحافلات على متنها مؤيدو لوكاشينكو متجهين نحو مينسك من مناطق مختلفة. وفى خطوة غير معتادة، أعلن سفير روسيا البيضاء لدى سلوفاكيا، إيجور ليشتشينيا تضامنه مع المتظاهرين، كما خرج موظفون حكوميون آخرون، بمن فيهم ضباط الشرطة وموظفون من التلفزيون الحكومى، لدعم الاحتجاجات، كما شهدت أكبر المصانع التى تديرها الدولة احتجاجات وإضرابات الأسبوع الماضى. وأعلن الكرملين، الأحد، أن بوتين أبلغ زعيم روسيا البيضاء فى اتصال هاتفى، أن موسكو مستعدة لتقديم المساعدة طبقا لاتفاق عسكرى إذا لزم الأمر، وقال الكرملين إن روسيا البيضاء تتعرض لضغوط خارجية. وتراقب روسيا، التى شابت الاضطراب علاقتها مع لوكاشينكو، الأمور عن كثب حيث تستضيف روسيا البيضاء خطوط أنابيب تنقل صادرات الطاقة الروسية إلى الغرب وتنظر إليها موسكو على أنها منطقة عازلة ضد «ناتو»، فيما يستعد الاتحاد الأوروبى لفرض عقوبات جديدة على روسيا البيضاء، ردا على حملة القمع العنيفة التى قُتل خلالها متظاهران واعتقل الآلاف.
