سباق لقاح كورونا.. لماذا تحفظت أمريكا على اللقاح الروسي؟

وسط حماس العالم إلى ايجاد لقاح كورونا، لوضع حدا لفيروس كورونا المستجد، أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، الثلاثاء، أن بلاده طوّرت أول لقاح يوفر «مناعة مستدامة» ضد كورونا.
وقال بوتين خلال اتصال عبر الفيديو مع وزراء حكومته: «هذا الصباح، ولأول مرة في العالم، تم تسجيل لقاح ضد فيروس كورونا المستجد في روسيا»، مؤكداً أن لقاح كورونا الروسى خضع للفحوصات اللازمة، كاشفا أن 20 دولة طلبت مليار جرعة من اللقاح، وأن الإنتاج التجاري سيتوفر في سبتمبر من العام الجارى.
أمريكا تُحذر من اللقاح الروسى!
وبعد دقائق من إعلان روسيا عن توفير لقاح كورونا الروسى بمستويات تجارية لدول العالم، نشرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، تقريرًا قالت فيه إن روسيا تكشف عن لقاح لفيروس كورونا، مدعية الفوز في السباق العالمي قبل اكتمال الاختبار النهائي.
وحذرت الصحيفة من أن مثل هذه الخطوات قد تمنح شعورا زائفا بالأمان للناس، بخاصة في المؤسسات الخاضعة لسلطة الدولة، مثل الجيش الصيني الذي تلقى أفراده جرعات من لقاح واحد بحسب الصحيفة.
وفى السياق ذاته، أبدى كثير من العلماء من خارج روسيا إلى جانب منظمة الصحة العالمية، شكوكاً تجاه لقاح كورونا الروسى، وتسائلوا عن قرار تسجيله قبل تجارب المرحلة الثالثة التي تستمر عادة لعدة أشهر وتضم آلاف الأشخاص وليس فقط اعداد لم تتجاوز المئات.
باحثون: ما تخشاه الولايات المتحدة الامريكية هو استخدام لقاح غير مثبت علميا!
وقال الدكتور «على فطوم»، أستاذ علوم اللقاحات البكتيرية والفيروسية بجامعة ميشيجان، ورئيس الشركة المشاركة في تصنيع لقاح كورونا في الولايات المتحدة، في مداخلة عبر قناة «العربية»: «حتى الان غير واضح مدى نجاح اللقاح وما هي آثاره الجانبية المحتملة، فمدى الخطورة، هو اننا نفتح بابًا جديدا للقاح لا نعرف ماذا خلف هذا الباب بحيث اننا نعطى الناس لقاحًا لم يثبت نجاحاته بالطريقة السريرية المطلوبة لنتأكد من مدى فاعالية اللقاح، ولكن ما تخشاه الولايات المتحدة الامريكية ومنظمة الصحة العالمية هو استخدام لقاح غير مثبت علميا.»
وأوضح «فطوم»، أنه كان يجب تطبيق القاعدة العلمية لطريقة التعامل مع هذه العقاقير بحيث ان هنالك مراحل معينة يجب الدخول فيها، ويجب ان يكون الهم الاول سلامة المتلقى التي لابد وأن تُثبت في آلاف الأشخاص، وليس في اقل من مائة شخص، ثم الدخول للمرحلة الثانية ومن ثم المرحلة الثالثة. معتبرا أن ما قامت به روسيا لا يعتبر التزام بالمعايير الدولية الصحية لانتاج لقاح.«
فيلاديمير بوتين: الظهير القوى للقاح الروسى!
بغض النظر عن الدوافع السياسية أوالمادية، كان لاعلان الرئيس بوتين بنفسه عن انتاج لقاح رسمى ضد فيروس كورونا المستجد، مستشهدا بأن ابنته خضعت لتجربة اللقاح، الموقف الذي يعطى المستهلكون مزيدا من الثقة حول فعالية هذا اللقاح.
يوضح «فطوم»: «يجب أن نعترف بأن تطوير اللقاحات في روسيا وفى النسخة السابقة للاتحاد السوفيتى، لعبت دور كبير في تطوير لقاح شلل الاطفال في كل دول العالم عموما ودول العالم الثالث خصوصا، بهذه الطريقة التي اعلن فيها بوتين عن اللقاح اعطى القوة والظهير لهذا اللقاح بالفعل، كما اعطى مصداقية للباحثين الذين قاموا بعمل هذا اللقاح، ولكن هذا لا يكفى لان تستقبل الناس وتتلقى هذا اللقاح بدون أي اثباتات علمية تثبت سلامة المتلقى لهذا اللقاح.»
وحول الفروقات بين اللقاحات التي يتم العمل عليها حاليا ومدى التحقق من سلامتها، قال دكتور اشرف الدادا، مدير قسم المناعة في مسشفى الملك فيصل التخصصي، في مداخلة عبر قناة «العربية:»التنافس الدولى من الشركات والجامعات والمعاهد الدولية لايجاد حل لهذا الوباء هو سعى ايجابى جدا ولا يمكن انكاره، وفى المقابل يجب ان نرى ان المستهلك الذي ينظر بتهلف لوجود لقاح جديد، من حقه ان يسال عن مدى أمانة وفعالية أي لقاح يدخل إلى السوق، فاللقاح الروسى لم نسمع عنه إلا منذ ثلاثة شهور فقط، والان بعد فترة زمنية قصيرة، يُعلن اللقاح الذي لم نقرأ عنه أو عن تفاصيله في مجلات علمية أو دوريات علمية عالمية مرموقة وموثوقة كما فعلت الشركات الاخرى إلى تتنافس بقوة مع كبرى الشركات الصينية والبريطانية والالمانية والامريكية«.
وأشار «الدادا»، أن جميع هذه الشركات نشرت تفاصيل كل لقاح توصلوا اليه، وتم الاطلاع عليه وعلى نتائجه خصوصا في المرحلة الاولى والثانية، معتبرًا أن الاشكالية الان في اللقاح الروسى ان المرحلة الثالثة لم تبدأ بعد، ومع ذلك تم منحهم التصريح من الجهات المعنية في روسيا، على لارغم من أن هذه المعايير لا يتم قبولها في اوروبا الغربية ولا امريكا.
وأوضح «الدادا»، أن المتبع هو اكتمال المرحلة الثالثة من أجل تجريب اللقاح على الاف الاشخاص حتى يتم اعتماد وتسجيل اللقاح رسميا.
وكان الرئيس الروسى فيلاديمير بوتين اعلن الثلاثاء، أن وزارة الصحة الروسية وافقت على اللقاح الروسى لفيروس كورونا المستجد واشار إلى ان لقاح كورونا اصبح جاهزا وان ابنته تلقت جرعة منه كدليل على ثقته الكبيرة بفعالية وسلامة اللقاح، يذكر ان لقاح كورونا الروسى طوره مركز «نيقولاى جماليا» في موسكو، بعد اقل من شهرين على البدء بالاختبارات البشرية وفقا لوكالة انباء رويترز.
وقال المسؤولون الروس ان المرحلة الثالثة الحاسمة من التجارب السريرية ستتم بعد تسجيل روسيا لقاح كورونا ولكن لم تصدر روسيا أي بيانات علمية حول اختبار هذا اللقاح، الامر الذي اثار الشك حول سلامته وفعاليته.