منذ مرور ما يقرب من 120 يومًا على قرار تطبيق حظر التجوال فى مصر للحد من انتشار فيروس كورونا وما أعقبه من قرارات بإغلاق الحدائق والمتنزهات العامة، ومنها حديقة حيوان الجيزة، ومنع دخول الجمهور إليها، تغير سلوك بعض الحيوانات نتيجة الروتين غير المتغير لها وافتقادها التسلية. من جانبهم، سعى القائمون على الحديقة لتنفيذ برامج ترفيهية للحيوانات للترفيه عنها ومحاولة تعويضها عن غياب الزوار، وتوفير البيئة الطبيعية للحيوانات، والتى اعتادت العيش بها، وهو ما يُعرف ب«الإثراء البيئى»، وهو أسلوب مُتبع لتحسين جودة بيئة الحيوان، من خلال توفير المُحفِّزات الطبيعية اللازمة لمحاكاة البيئة الطبيعية للحيوان لتحقيق الرفاهية النفسية والجسدية له. فى الثامنة صباحًا من كل يوم، يقوم وحيد محمد، حارس بيوت الشمبانزى والقرود، بالمرور عليها للاطمئنان على صحتها الجسدية والنفسية، ويبدأ فى تنفيذ برنامجها الترفيهى للتغلب على أى اكتئاب قد يصيبها نتيجة غياب الزوار، فيقوم بتوفير الموز لحيوانات الشمبانزى، إلى جانب إمدادها بأوراق وأقلام ملونة لتقوم بالرسم عليها، مع تقديم كوب من الشاى لها لتشجيعها على النشاط والحركة اللازمة لأجسادها، ومحاولة تعويضها عن غياب الزائرين، الذين يقومون بمدها بالطعام والشراب أثناء زيارتهم للحيوانات فى السابق، واعتياد الحيوانات فى الحديقة ملاعبة البشر لها. ويقول «وحيد» إن نفسية الحيوانات تأثرت بغياب الزوار لاعتياد الحيوانات اللعب معهم والتأثر بهم، وهو ما أثر على نفسيتها بالسلب نتيجة غيابهم لفترات طويلة، وهو ما لم تعتده الحيوانات فى الحديقة. لم تتوقف البرامج الترفيهية على تقديم الأكل فقط، حيث إن قطيع القرود والشمبانزى مُحِبّ للحركة والنشاط، لذلك يقوم «محمد» بإمداد القرود بأغصان الشجرة والمراجيح لتشجيعها على الحركة الجسدية وممارسة الأنشطة الحركية التى اعتادتها. ارتفاع درجة الحرارة فى الآونة الأخيرة قد يسبب ضيقًا لبعض الحيوانات، التى اعتادت درجة الحرارة المنخفضة، خاصة الدبب القطبية، وهو ما جعل مسؤولى الحديقة يقومون بتقديم أطباق من الأرز باللبن المثلج، بجانب عدد من المثلجات التى تحتوى على فواكه طبيعية، لتساعدها على التغلب على درجة الحرارة المرتفعة. ويرى الدكتور محمد رجائى، رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، أن غياب الزوار فى بعض الأحيان قد يكون مريحًا للحيوانات، خاصة من الأشخاص الذين يقومون بمضايقتها، ولكن الحيوانات بعد فترة تفتقد البشر، الذين يقومون بتسليتها، خاصة أن بيئة الحيوانات داخل الأقفاص تختلف عن البيئة الطبيعية التى تنشأ داخلها، وهو ما يجعلها تفتقد التسلية واللعب. ويشدد على أهمية تقديم الوجبات الترفيهية للحيوانات من فترة لأخرى لأنها عامل مهم فى الحفاظ على صحتها البدنية والنفسية، معتبرًا أن وجود الحارس مع الحيوان يُعد من أهم وسائل الحفاظ على صحة الحيوان لأنه يقوم بمساعدته والترفيه عنه، مشيرًا إلى أن حراس الحيوانات يقومون فى الوقت الحالى بالعناية الصحية بالحيوانات، خاصة القرود، من خلال تقليم أظافرها والحرص على النظافة المستمرة لها، ومساعدتها فى غسل أيديها للحفاظ على أجسادها من أى ميكروبات أو أمراض.
