في موقف هو الأقوى من نوعه لمسؤول عربي، أعلن العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، استدعاء سفيره من دمشق للتشاور، داعياً لوقف أعمال القتل وإراقة الدماء في سوريا. وقال العاهل السعودي في بيان أصدره، مساء الأحد، إن «ما يحدث في سوريا لا تقبل به المملكة العربية السعودية، فالحدث أكبر من أن تبرره الأسباب»، مضيفاً: «تداعيات الأحداث التي تمر بها الشقيقة سوريا، والتي نتج عنها تساقط أعداد كبيرة من الشهداء، الذين أريقت دماؤهم، وأعداد أخرى من الجرحى والمصابين، ويعلم الجميع أن كل عاقل عربي ومسلم أو غيرهم يدرك أن ذلك ليس من الدين، ولا من القيم، والأخلاق». وأكد أن «إراقة دماء الأبرياء لأي أسباب ومبررات كانت، لن تجد لها مدخلاً مطمئناً، يستطيع فيه العرب، والمسلمون، والعالم أجمع، أن يروا من خلالها بارقة أمل، إلا بتفعيل الحكمة لدى القيادة السورية، وتصديها لدورها التاريخي في مفترق طرق، الله أعلم أين تؤدي إليه». وطالب الملك عبد الله القيادة السورية بتفعيل إصلاحات شاملة سريعة، معتبراً أن «مستقبل سوريا بين خيارين لا ثالث لهما، إما أن تختار بإرادتها الحكمة، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع لا سمح الله». وقال إن «سوريا الشقيقة شعباً وحكومة تعلم مواقف المملكة العربية السعودية معها في الماضي، واليوم تقف المملكة العربية السعودية تجاه مسؤوليتها التاريخية نحو أشقائها، مطالبة بإيقاف آلة القتل، وإراقة الدماء، وتحكيم العقل قبل فوات الأوان، وطرح وتفعيل إصلاحات لا تغلفها الوعود، بل يحققها الواقع، ليستشعرها أخوتنا المواطنون في سوريا في حياتهم كرامةً.. وعزةً.. وكبرياء». ويواصل الرئيس السوري بشار الأسد منذ منتصف مارس الماضي حملة قمع وحشية للاحتجاجات التي تطالب بإسقاط نظامه، أسفرت عن استشهاد أكثر من ألف مواطن ونزوح عشرات الآلاف، كان آخرها المجازر التي ارتكبها الجيش السوري ضد المدنيين في مدينة حماة.