«فورين بوليسي»: جمعة «الثورة أولا» امتداد لثورة يناير

بعد 147 يوما من تنحي الرئيس المصري السابق حسني مبارك، عاد المصريون إلى ميدان التحرير، العمال مع ربات البيوت جنبا إلى جنب مع الشباب الذين طبعوا مطالب الثورة على ورق ووزعوها بأنحاء الميدان، فيما شاهد المصريون جميعا عودة ميدان التحرير إلى ما كان عليه في أيام الثورة الأولى.
هذا ما قالته مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية معتبرة أن تشابه الظروف بين جمعة «الثورة أولا» وبين أيام الثورة أواخر يناير وأول فبراير الماضي «لم تكن مصادفة»، وأن جمعة 8 يوليو كانت «امتداد للثورة التي يرى كثير من المصريين أنها لم تحقق أهدافها حتى الآن».
وأوضحت أن «المصريين ظلوا لثمانية عشر يوما، وعيون العالم مسلطة عليهم، يهتفون «الشعب يريد إسقاط النظام»، لكنهم يرون الآن أن المجلس العسكري لا يريد التغيير ويعتقدون أنه راض باستمرار معظم أركان النظام في مكانها» سواء عن طريق بقاء رؤساء الجامعات الموالين لمبارك في أماكنهم، أو وصول قيادات من الحزب «الوطني» المنحل أو من مؤيدي مبارك إلى مقاعد الوزارات فضلا عن استمرار الرقابة على الإعلام حتى الآن، حسب قول المجلة الأمريكية.
وقالت إن البهجة التي عمت الشارع المصري عقب تنحي مبارك لم تستمر طويلا، فرغم حل جهاز أمن الدولة في شهر مارس الماضي، إلا أن قياداته مازالت محتفظة بالمناصب، ورغم حل الحزب «الوطني»، لا يزال أعضاؤه يحتلون المناصب القيادية في مصر بعد الثورة، بل سعى بعضهم لتكوين أحزاب وائتلافات «ثورية» جديدة.
وأشارت إلى أن أكثر ما يثير إحباط المصريين وقلقهم هو تأجيل محاكمات رموز النظام السابق، أو تبرئتهم وإخلاء سبيلهم كما حدث الأسبوع الماضي، وهو ما لا يتناسب مع دولة اندلعت فيها ثورة على الفساد. من ناحية أخرى، قالت إن الإعلام الرسمي يروج لفكرة أن استمرار التظاهرات أيا كان هدفها «يضر بالاقتصاد القومي لمصر»، فيما بدأت بعض القوى السياسية توزيع منشورات تندد فيها بالمظاهرات التي تهاجم المجلس العسكري وتعتبرها «تدميرا لمصر».
واختتمت بأن المحتجين ليسوا في حاجة إلى الأغلبية للانضمام إليهم في ميدان التحرير وتوصيل رسالتهم للمجلس العسكري والحكومة الانتقالية، فقد أوضح استطلاع للرأي أجراه مركز جالوب في أبو ظبي أن 11% فقط من المصريين شاركوا في ثورة 25 يناير التي استمرت 18 يوما، «لكنهم كانوا أقوياء بما فيه الكفاية للإطاحة برئيس استمر في الحكم 30 عاما».