هى إحدى قرى دلتا مصر القابعة فى هدوء وسكينة فى حضن النيل.. ربما تعلمت منه وربما علمته هى الرشد والقناعة، وربما الخنوع لم يثر أهلها يوماً ولم يتظاهروا ولم يقاوموا يوماً سلطة، وحتى يوم أن تعامل مع أهلها أحد ضباط المباحث بتعدٍ سافر، بأن قام بتجريدة عسكرية على أحد المقاهى، واقتاد رواده مسلسلين بالحبال والجنازير لم يقاوموا ولم يغضبوا حتى وبعد أن تمت تبرئتهم من تهم ساذجة!!.. ومع كل ذلك فقد ساقها حظها العاثر أن يتقدم أحد أبنائها للترشح فى تلك المسرحية العبثية المسماة زوراً وبهتاناً!! انتخابات التجديد النصفى لمجلس الشورى» فرأى أهلها الطيبون ما لم يسبق لهم رؤيته إلا على شاشات التلفزة، وهى تنقل لهم أحداث العراق وغزة وأفغانستان!! حيث تحولت قرية محلة أبوعلى مركز دسوق، محافظة كفر الشيخ إلى ثكنة عسكرية وهبط إليها مئات الجنود المدججين بالسلاح والعربات المصفحة فى مشهد يثير الفزع والهلع والترويع!!.. إلا أن هذا المشهد لم يقابل إلا بمشاعر الحزن والأسى والسخرية والتساءل فى حسرة عن أسباب هذه التجريدة وجدواها، وكم تكلفت من أموال من حساب دافعى الضرائب، وعن الرسالة المراد إبلاغها لنا؟! أم أنه (يكاد المريب أن يقول خذونى).