الجميع يتحدثون الان عن النموذج التركى حتى ساويرس ويبدو ان المفصود ليس فقط الديمقراطية والعلمانية وانما تدخل الجيش فى السياسة ليكون حامى حمى النظام الديمقراطى والضمانة الوحيدة لعدم انفراد اى فصيل بالحكم او تحويل الحكم الى نظام عقائدى يعنى بالعربى الضمانة الوحيدة لعدم انفراد الاسلاميين بالحكم وتحويله الى حكم اسلامى وقد يكون هذا اتفاقا ابرمه الجيش سرا مع كل من الامريكان والاحزاب العلمانية بينما الذى يعيش فى الاوهام والاحلام وترك الفرصة تضيع من يده هو التيار الاسلامى فبدلا من ان ينتهز فرصة الاستفتاء الذى اظهر للعالم كله هوية الشعب المصرى ورغبته وكيف ان العلمانيين دخلاء على هذا البلد جاءوا مع المحتل وبقوا تحت حماية المحتل وتحالفوا مع الانظمة المستبدة وبرروا لها كل جرائمها وتأمروا على هذا الشعب وجلبوا له الهزيمة والفقر والمرض والجهل اليوم يتحالفون مع الجيش والامريكان ليضمنوا ان تكون الانتخابات لعبة قذرة ليستمروا فى محاصرة هذا الشعب وابقاءه فى نفس المستنقع الذى ابقوه فيه بمعاونة الاحتلال تارة والانظمة الستبدة تارة اخرى هل سيترك الغرب هذا البلد لينمو ويقوى ويشكل خطرا على هيمنته وعربدته فى العالم كله وقتله لاطفال المسلمين الرضع فى افغانستان والعراق وفلسطين وفى كل مكان بمعاونة اولائك الخونة الذين يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يؤمرون وقد امرنا الرسول فيهم بامر لكن التيار الاسلامى الذى اراد ان يظهر حسن نيته واستعداده للتحاكم الى صندوق الانتخابات ولم يكن يعلم ان الامر ما هو الا خدعة اشترك فيها الغرب والجيش والخونة المتأمرين ترك التيار الاسلامى حكم رسول الله واتبع حكم الغرب ونسى قوله تعالى (ذَلِكَ بِأَنّهُمْ قَالُواْ لِلّذِينَ كَرِهُواْ مَا نَزّلَ اللّهُ سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأمْرِ وَاللّهُ يَعْلَمُ إِسْرَارَهُمْ ) نسى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن ليس وراء ذلك من الايمان حبة خردل ) فاذا بهم يتركون الثلاثة اليد واللسان والقلب ويذهبوا الى ما وراء ذلك الى المشاركة والمعاونة نسوا قوله تعالى ( وفد نزل عليكم فى الكتاب ان اذا سمعتم ايات الله يكفر بها ويستهزا بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا فى حديث غيره انكم اذا مثلهم ) جالسوهم وشاركوهم وعلى استعداد لمجالستهم تحت قبة البرلمان وهم يقولون ما علاقة الدين بالسياسة والحدود احكام بربرية ليست لاهل المدنبة والحضارة قال بعضهم نحن فى حكم الضرورة وقالوا هذا امر مؤقت وسينتهى بنهاية الانتخابات وسنشكل حكومة اسلامية الضرورة ليست حكما عقليا تحدده من عندك الضرورة لابد فيها من نص كما نص الله عزوجل على اباحة الميتة ولحم الخنزير عند الضرورة فاين النص الذى ابطلتم به النصوص الواضحة الصريحة ومن عجائب قولهم سنشكل حكومة اسلامية من الذى سيترككم لتشكلوا حكومة اسلامية الا اذا كانت مجرد شعارات مثل حكومة حماس او العدالة والتنمية منذ متى والاسلام ينتصر بتلك السهولة مشكلة التيار الاسلامى انه اعتقد ان الثورة ثورته وتعامل مع الامر على هذا الاساس والثورة لم تكن اسلامية ولم تقم نصرة للاسلام ومخططو الثورة ليسوا مسلمين ومن العته تصور انهم خططوا للثورة لكى يحكم التيار الاسلامى الا اذا كان حكما شكليا يريدون به امرا اخر قد يكون اسوا مما نحن فيه اما الجيش فمن الطبيعى ان يسعد بدوره الجديد حاكم بين الفصائل يقدر لكل فصيل حجما محددا داخل البرلمان والحكومة ويبقى مراقبا على اداء الجميع مانعا اى فصيل من محاولة الانفراد بالحكم واقصاء الاخر ستبقى المخابرات تحت يده وسيكون الرئيس مجرد صورة لا اكثر الامن القومى سيبقى فى ايدى الجيش ومقررات السياسة الخارجية ستبقى فى ايدى الجيش واما الامن الداخلى والخطط الاقتصادية والتنموية والصحة والتعليم فلا مانع فى ان تكون فى ايدى الحكومة المنتخبة يعنى الحاكم الفعلى سيبقى الجيش والحكومة مجرد مجموعة موظفين يسيرون الاعمال المعيشية للشعب لن يسمح الجيش باى تغيير اسلامى حقيقى فى التعليم او الثقافة والاعلام وبالتاكيد لن يسمح بتغيير القوانين ومحاولة تطبيق الحدود يعنى الحكومة الاسلامية التى ينتظرها التيار الاسلامى لن تكون اكثر حظا من حكومة حماس والعدالة والتنمية اللتان ما هما الا نموذج تسير عليه المنطقة كلها كان بمكاننا ان نتفادى الوقوع فى هذه الخدعة لو اننا اتبعنا المنهج الذى خطه لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا مشاركة تحت اى ظرف من الظروف اما التغيير الشامل اما الثورة الاسلامية الشاملة واما المقاطعة الشاملة ولا طريق ثالث