عندما تشير عقارب الساعة نحو التاسعة إلا الربع مساءً بتوقيت القاهرة، تتجه أنظار الملايين من عشاق كرة القدم نحو استاد «ويمبلى» العريق بالعاصمة الإنجليزية لندن لمتابعة نهائى بطولة دورى أبطال أوروبا رقم 56 بين مانشستر يونايتد المتوج حديثاً بلقب الدورى الإنجليزى، ونظيره برشلونة الإسبانى الحائز على لقب الدورى الإسبانى فى مباراة ثأرية لرغبة «الشياطين الحمر» فى تعويض خسارتهم أمام النادى الكتالونى فى نهائى نفس البطولة من العام قبل الماضى على الملعب الأوليمبى بروما عندما فاز البارسا بهدفين نظيفين. تشهد مباراة اليوم أكثر من تحد خاص بين نجوم الفريقين بداية من حرب التلميذ والأستاذ بين جوارديولا، المدير الفنى لبرشلونة، ونظيره السير ألكس فيرجسون، المدير الفنى لمانشستر يونايتد، الذي يرتدى عباءة الأستاذ الكبير، بعدما أجاد على مدار سنوات طويلة فى القيام بدوره من خلال قيادة الشياطين إلى تحقيق العديد من الألقاب محلياً وأوروبياً وعالمياً. فى المقابل، نجح المدرب جوسيب جوارديولا فى عبور مرحلة الطالب، أو التلميذ النجيب فى مدرسة التدريب، وأصبح من العلامات المميزة فى هذا المجال على مدار السنوات الثلاث الماضية، ليصبح بمثابة التحدى الكبير لفيرجسون، خاصة أن جوارديولا يتميز بأفكاره الجديدة وذهنه الحاضر. ويبرز أيضاً صراع آخر بين ليونيل ميسى، نجم برشلونة، ونظيره واين رونى، الذى يسعى لقيادة فريقه نحو القمة هذا الموسم، وقال ميسى: «كان موسماً رائعاً.. والمباراة النهائية على استاد ويمبلى ستكون تتويجاً لهذا الموسم»، ولدى سؤاله عن رونى قال ميسى: «إنه مهاجم متميز بالفعل ويتسم بالطاقة والقوة وقدرته على إنهاء الهجمات بشكل جيد». فى حين تعد هذه المباراة هى الفرصة المواتية للفتى الذهبى الإنجليزى ليثبت للعالم أنه مازال واحداً من أفضل ثلاثة لاعبين فى العالم مع ميسى وكريستيانو رونالدو. واعتمد برشلونة منذ بداية الموسم على أسلوب الاستحواذ على الكرة والهجوم المستمر على مدار شوطى المباراة، بينما يميل أداء الفريق الإنجليزى إلى التأمين الدفاعى فى المقام الأول، مع عدم افتقاد الإيجابية على مرمى الفريق المنافس. وصل الفريقان إلى النهائى فى ويمبلدون عبر طريقين مختلفين، فكان برشلونة أكثر هجوماً، بينما كان مانشستر هو الأفضل دفاعاً فى البطولة هذا الموسم. أحرز لاعبو برشلونة 27 هدفاً فى 12 مباراة، منها 11 هدفاً لميسى الذى يتصدر قائمة هدافى المسابقة حتى الآن، وبلغ متوسط تهديف برشلونة فى البطولة هذا الموسم 2.25 هدف فى المباراة الواحدة. وتوقعت صحيفة «صن» البريطانية أن يلعب مانشستر المباراة بتشكيل يضم المخضرم إدوين فان دير سار فى حراسة المرمى وأمامه نيمانيا فيدتش وريو فريديناند وباتريس إيفرا وفابيو، فيما سيلعب مايكل كاريك فى قلب خط الوسط أمام بول سكولز وأندرسون أو دارين فيلتشر الذى تعافى من الإصابة، ورغم المشاكل التى يعانى منها اللاعب الويلزى المخضرم رايان جيجز خارج الملعب، فيبدو أنه سيحتفظ بمكانه فى قلب خط الوسط، وسيلعب الكورى الجنوبى جى سونج بارك على الجانب الأيسر للملعب، فيما سيقود واين رونى وخافيير هيرنانديز هجوم مانشستر. على الجانب الآخر، تنبأت الصحف الإسبانية أن يبدأ برشلونة بتشكيل يضم كلاً من فيكتور فالديز فى حرسة المرمى، وأمامه جيرارد بيكيه وخافيير ماسكيرانو كقلبى دفاعى، ودانى ألفيس وكارلوس بويول على الأجناب، وفى وسط الملعب كلاً من تشافى هيرنانديز وسيرجيو بسكيتس وأندرياس إنييستا، وفى الهجوم الثلاثى المرعب ليونيل ميسى وبيدرو رودايجيز وديفيد فيا. واختار الاتحاد الأوروبى لكرة القدم (ويفا) الحكم المجرى فيكتور كاساى لإدارة المباراة ويعاونه مواطناه جابور أيروس وجيورجى رينج، بجانب الحكم الرابع إيستفان فاد، وحكمين مساعدين إضافيين، هما ميهالى فابيان وتاماس بوجنار، والحكم المساعد الاحتياطى روبرت كيسبال.