سيرة فى صورة: 102 عام على وفاة السلطان حسين كامل

كان حسين كامل أول من حمل لقب سلطان.. وثامن من تولى حكم مصر من أسرة محمد على باشا، هو أحد أبناء الخديو إسماعيل ورافق والده فى منفاه وعاد إلى مصر فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى، وقد حفلت سنوات حكمه (1914- 1917) بعدم الاستقرار، الذى أسفر عن رفض الشعب المصرى أسلوب ولايته، على حساب الخديو المعزول، الذى كان المصريون يستشعرون ولاءه لبلده، وإثر الحرب العاليمة الأولى، كان المصريون يستبشرون بعودة الخديو عباس، حيث حاول الجيش العثمانى طرد الإنجليز من مصر.
 
وُلد السلطان حسين سنة 1853، وقبل توليه السلطة فى مصر سبق له أن تولى نظارة الأشغال العمومية، فأنشأ سكة حديد القاهرة- حلوان، ثم نظارة المالية، فرئاسة مجلس شورى القوانين.
وفى 18 ديسمبر 1914، وبعد يوم واحد من إعلان الإنجليز الحماية على مصر، تم خلع الخديو عباس حلمى الثانى عن الحكم ومنعت عودته من رحلته فى الآستانة إلى مصر، واستبدلت به أكبر أبناء الأسرة العلوية سنا وتم تنصيب عمه الأمير حسين كامل سلطانا على مصر، بعد أن ألغت وزارة الخارجية البريطانية لقب الخديو بكل دلالاته العثمانية، بما يعنى فصل مصر تماما عن الدولة العثمانية. ونلاحظ أن بريطانيا تعمدت إعطاء لقب السلطان لمن تم اختياره بمعرفتها لحكم مصر، وهو نفس اللقب الذى يحمله حكام الدولة العثمانية فى إشارة مؤكدة منها إلى أنه حتى التبعية الاسمية لمصر للدولة العثمانية قد انتهت إلى الأبد، وجاء يوم 19 ديسمبر، الذى شهد مراسم تنصيب السلطان حسين كامل سلطانا على مصر، وقد لقى تعيين الإنجليز السلطان حسين كامل رفضاً شعبياً، على شعبيته، وتسميته «صديق الفلاح» باعتباره مزارعا عمليا كان يشرف على أحوال الفلاحين والمزارعين، وحاول السلطان حسين كامل جاهدا أن يتقرب من الشعب المصرى، وبذل فى سبيل ذلك جهدا كبيرا فنجده قد اهتم جدا بالتعليم وكان يمر بنفسه على المدارس ويشجع الطلبة على تحصيل العلوم ويمنح المتفوقين منهم جوائز ومنحا عينية مما كان له أثر كبير فى نفوسهم ونفوس ذويهم، وبدأت تصفو قلوب الشعب المصرى تدريجيا تجاهه.
خلال حكم السلطان حسين كامل عمدت الحركة الوطنية فى مصر إلى العمل السرى، واعتمدت العنف فتعددت محاولات اغتيال الوزراء والمسؤولين بل السلطان نفسه، واعتمد السلطان على سيطرة بريطانيا على مصر بشكل كامل، فقد أمست مصر هى القاعدة البريطانية الرئيسية التى تنطلق منها العمليات الحربية لمواجهة القوات العثمانية، وارتبطت السياسة الداخلية المصرية بالمصالح البريطانية، أما سياسة مصر الخارجية فقد تحكمت فيها بريطانيا تحكمًا كاملًا.
لم يدم حكم السطان حسين كامل سوى سنتين وتسعة أشهر، حيث أودى المرض بحياته، وذلك فى أكتوبر 1917، ودُفن فى مسجد الرفاعى بالقاهرة.