عجلة بسيطة يستقلها شاب فى الثلاثينيات من عمره يُقلب أحجار الفحم ويضبط من وضعية كنك القهوة وبراد الشاى، تأخذك نسمة الهواء العليلة مع صوت فيروز وأم كلثوم وحماقى، كوكتيل من الأغانى الجديدة والقديمة يستمع إليها رواد «قهوة العجلة». فى وسط المدينة، بالقرب من ميدان التحرير، تحدث الشاب أحمد عبدالله، ل«المصرى اليوم»، عن حكايته: «الفكرة بدأت من سنتين ونصف فقط عندما قررت التحرر من قواعد العمل المملة والروتين الثابت بعد حصولى على بكالوريوس خدمة اجتماعية عام 2006». رأى أحمد عن الوظيفة كان وليد تجربة حقيقية «عملت فى عدد من الشركات الأجنبية لمدة 8 سنوات ترقيت خلالها 3 مرات، لكنى قررت ترك العمل وتأسيس مشروع خاص». تجربة صاحب أشهر المطاعم بمصر كانت مُلهمة للشاب البالغ من العمر 36 عاماً: «أنا من أهل إمبابة وشفت صاحب مطعم كبير وهو واقف بعربية قدام بيتنا وفى خلال عشر سنوات مشروعه كبر وهو ده اللى بتمنى إنى أعمله». «الحاجة أم الاختراع».. كان هذا أبرز مثال توضيحاً لحالة أحمد: «احتياجى للمال دفعنى لتحدى عقبات كثيرة للبدء فى تنفيذ فكرة المشروع البسيطة والتى كان أبرزها الرهبة من نزول الشارع والخوف من كلام الناس ومظهرى أمام المقربين». أحمد يرى أن تلك المخاوف «كانت وهماً استطعت كسره بفضل مهارات التواصل التى درستها». اختيار العجلة فسره أحمد بعدة أسباب، أبرزها عدم ارتفاع ثمنها كما أنها وسيلة مواصلات سهلة وبسيطة ولا تأخذ حيزا كبيرا إذا ما قرر الانتقال بين المحافظات. «سافرت إسكندرية والفيوم كما حضرت عدة فعاليات داخل نوادى رياضية كل يوم جمعة تحت إشراف وزير الشباب الذى ربطتنى به علاقة شخصية، وهذا ما جعلنى أكثر شهرة بين أوساط الرياضيين».. بحسب ما قال أحمد. وأوضح أن «عدد السائحين هنا يغلب عددهم فى شرم الشيخ ودهب، ووجدت منهم تشجيعا دائما للمشروع، وهو ما كان دافعا قويا لاستمرارى، خاصة أننى وجدت مشروعى فرصة لنقل صورة جيدة لبلدى أمامهم من خلال التعامل برقى واحترام». واختتم حكايته بتوجيه نصيحة للشباب: «اعملوا واجتهدوا واكسروا حاجز الخوف من المجتمع وحاولوا ابتكار أفكار جديدة لكسب لقمة العيش مهما كانت بسيطة».