رئيس «شنايدر العالمية»: مصر منصة لأعمالنا بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا: «باسكال»: شاركنا فى «تحلية المياه» بالجلالة.. ونساهم فى 14 مدينة ذكية

أعرب جون باسكال، رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذى لشركة شنايدر إلكتريك العالمية، عن فخره بمشاركة الشركة فى مشروعات الطاقة والإسكان فى مصر وتحلية المياه، موضحا أن بعض تلك المشروعات تم تنفيذها فى وقت قياسى، بأيادٍ مصرية.
وقال باسكال، فى حواره ل«المصرى اليوم»، إن الشركة تتخذ من مصر مركزا لأعمالها فى منطقة الشرق الأوسط وشمال شرق إفريقيا، وتعمل شنايدر إلكتريك فى أكثر من 100 دولة، ولديها أكثر من 140 ألف موظف حول العالم بحجم أعمال 31.6 مليار يورو، مضيفا أن الشركة تساهم مع الحكومة فى بناء 14 مدينة ذكية فى مصر، من خلال تكنولوجيا إنترنت الأشياء، بهدف خفض استهلاك الطاقة والمياه وإدارة كافة المرافق بها عن بُعد، والذى أصبح التوجه إليه ضرورة ملحة لاستيعاب التزايد السكانى الكبير.
وإلى نص الحوار:
 
■ كم يبلغ حجم أعمال شنايدر إلكتريك فى مصر؟
- استثمارات الشركة المباشرة خلال العامين الماضيين 35 مليون يورو، وزاد رأس المال المدفوع فى 2018 بمقدار 20 مليون يورو، كما بلغت استثماراتها التراكمية خلال الثلاثين عاما الأخيرة 208 ملايين يورو، تشمل بناء مصنع مدينة بدر الحديث، ومؤخراً مركز التوزيع الجديد بالعاشر من رمضان، والذى يضم 270 موظفا جديدا، وقمنا مؤخرا بضخ 10 ملايين يورو لرفع الطاقة الإنتاجية لمصنع بدر، وحضور قيادات شنايدر إلكتريك إلى مصر بشكل دائم دليل اهتمامنا الكبير بالتعاملات الدولية والعمل فى مصر، وهذه القيادات ترى مصر منصة ونقطة انطلاق لأعمالها فى منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، فمن خلال مصنع شنايدر إلكتريك فى مدينة بدر، يتم تصدير 30% من الإنتاج ل10 دول عربية وإفريقية، ونستهدف رفع معدل التصدير فى الفترة القادمة ليصل إلى 40%.
■ ما طبيعة الاتفاقات والأعمال بين شنايدر إلكتريك والحكومة المصرية؟
- تلتزم شنايدر إلكتريك تجاه السوق المصرية بدمج تكنولوجيات المستقبل فى المشروعات التنموية، ونتعامل مع الحكومة فى عدد من المشروعات القومية الكبرى فى قطاعات المياه والصرف الصحى، الصناعة، المدن الذكية والمبانى، قطاع الغاز والنفط والبتروكيماويات، وتكنولوجيا المعلومات، وذلك من خلال منصة EcoStruxure التى تخدم هذه القطاعات ومجموعة من الحلول الذكية التى تخدم التحول الرقمى، ونعمل مع وزارة الكهرباء لتطوير ورقمنة مراكز التحكم التابعة للشبكة القومية للكهرباء، كما وقعنا مذكرة تفاهم عام 2018 مع وزير الاتصالات، بهدف تطوير تقنيات وحلول متصلة لإدارة الطاقة والتحكم الآلى، توطين المعرفة الفنية، وتبادل الخبرات التقنية، وتعزيز مفهوم تصميم وإنشاء المدن الذكية بمدينة المعرفة التكنولوجية الحديثة بالعاصمة الإدارية الجديدة.
■ وماذا عن مشروع محطة تحلية المياه بمنطقة الجلالة؟
- نحن فخورون بمشاركة المصريين فى إقامة محطة تحلية المياه بمنطقة الجلالة، فى 16 شهرا فقط، بطاقة إنتاجية 150 ألف متر مكعب يوميا، والمقامة بأحدث تكنولوجيا فى العالم، سواء من خلال إدارة الطاقة أو البرمجيات، وبتكنولوجيا التناضح العكسى، وهى تكنولوجيا متقدمة جدا تضمن تقديم كوب مياه عالى الجودة.
■ كيف تنظر شركة شنايدر إلكتريك للسوق المصرية فى مجال الطاقة؟
- منذ عام 2000 تقريبا غيرت شنايدر رؤيتها من شركة تركز على معدات التوزيع الكهربائى، إلى شركة تقدم تكنولوجيا إدارة الطاقة ورقمنتها، بما يجعلها أكثر أمنا وفاعلية واستدامة، ولأن مصر منطقة هامة تتجاوز استراتيجيتنا فيها التعامل معها باعتبارها إحدى الأسواق الهامة لنمو أعمال الشركة، لكنها نقطة ارتكاز لتدعيم رؤيتنا، لذلك نسعى للتوسع فى أعمالنا بها، وفى عمليات التدريب لشباب المهندسين، ودعم ابتكاراتهم المختلفة فى مجال الطاقة.
* باعتباركم عضوا بمجلس إدارة ميثاق الأمم المتحدة.. كيف أثر هذا على سياسة الشركة عالميا؟
- أسعى من خلال تلك العضوية إلى المواءمة بين استراتيجيات الشركة ومبادراتها المجتمعية، وتطبيق أهداف الميثاق العشرة، والتى تتناول حقوق الإنسان، والعمل والبيئة، ومكافحة الفساد طبقا لطبيعة كل مجتمع نعمل فيه، وهو ما ظهر فى طبيعة المبادرات التى تقوم بها شنايدر إلكتريك فى مصر، مثل توقيع بروتوكول تعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى فى إطار مبادرة «حياة كريمة»، بهدف استخدام مصادر الطاقة النظيفة لإنارة القرى الأولى بالرعاية بالصعيد وجنوب سيناء، بالإضافة لمبادرة مع البيئة لتنظيف مياه النيل من المخلفات.
■ ما الدور الذى تلعبه شنايدر إلكتريك فى إطار مبادرة حياة كريمة؟
- نفذنا عدة مشروعات مجتمعية تهدف بشكل أساسى إلى تحسين الأوضاع المعيشية فى المناطق الأكثر احتياجا، والتى لا تحظى بتغطية شبكة الكهرباء، وشاركت شنايدر إلكتريك مصر بالفعل فى إنارة قرية أبو غرادق بجنوب سيناء، بتكلفة 5 ملايين جنيه، تضمنت تغذية أحمال القرية لمدة 20 ساعة متواصلة بواسطة منظومة طاقة شمسية متكاملة، كما نستخدم التكنولوجيا لتوفير متطلبات هامة للحياة، وفى مقدمتها المياه، وفى قرية الحيز بالواحات البحرية، قمنا بتركيب نظام لضخ المياه بالطاقة الشمسية فى بئرين لتوفير مصدر نظيف للطاقة المتجددة، ويوفر المياه الكافية لرى الأراضى الزراعية فى القرية، البالغة 140 فدانا، ويوفر حياة كريمة ل30 أسرة، ويعمل على الحد من الانبعاثات الكربونية بنسبة 38 طنا سنويا للوحدة.
■ وما دور شنايدر إلكتريك مصر فى حقل ظهر؟
- تعد مشروعات البترول والغاز المصرية واحدا من أهم المشروعات على مستوى المنطقة، ومن الأهمية امتلاكها أحدث التكنولوجيات التى تحقق أعلى معدلات الاستدامة، وفى حقل ظهر نقوم بتوريد المعدات الرئيسية للآبار والمهمات الكهربائية.
■ وكيف غير التحول الرقمى من طبيعة أعمال شنايدر إلكتريك؟
- منذ عام 2000 نركز على علوم البرمجيات بشكل أكبر من المعدات، ورقمنة مجال صناعة الكهرباء والطاقة، لأن هذا هو المستقبل ويضمن السيطرة بشكل كبير وفعال على شبكات الكهرباء بالكامل، كما يضمن توفير أكثر من 30% فى مجال الطاقة، كما نهدف للسيطرة الرقمية على محطات تحلية المياه وصيانتها بشكل استباقى من خلال الذكاء الاصطناعى، بما يوفر تحقيق طفرة فى مجال الكهرباء والآلية الصناعية.