مصر تحذر من التدخل العسكرى التركى فى ليبيا

أطلعت وزارة الخارجية، أمس، عددًا من السفراء الأوروبيين والسفير الأمريكى لدى القاهرة على موقف مصر من تطورات الأوضاع على الساحة الليبية، لا سيما الخطوة الأخيرة المُتعلقة بالتفويض الذى منحه البرلمان التركى إلى الرئيس رجب طيب أردوغان، بإرسال قوات تركية إلى ليبيا، مشددة على عمل مصر الدؤوب من أجل تحقيق الأمن والاستقرار فى محيطها الإقليمى، ودعوة المجتمع الدولى للاضطلاع بمسؤولياته بشكل عاجل فى التصدى لتلك التطورات المنذرة بالتصعيد الإقليمى والتداعيات السلبية.
وأكد السفير مُعتز زهران، مساعد وزير الخارجية، وعدد من المسؤولين بالوزارة، أن خطوة البرلمان التركى تُمثل انتهاكًا لمقررات الشرعية الدولية، وقرارات مجلس الأمن حول ليبيا بشكل صارخ، وحذر من تداعيات أى تدخل عسكرى تركى فى ليبيا على مسار التسوية الشاملة فى ليبيا واستقرار منطقة البحر المتوسط.
فى سياق متصل، قالت لجنة العلاقات الخارجية، بمجلس النواب، أمس، إن الخطوات التصعيدية التركية «غير المسبوقة»، محاولة لغزو من نوع جديد بغرض فرض النفوذ والهيمنة الإقليمية على الأراضى الليبية، وقالت إن قرار البرلمان التركى يمثل انتهاكاً صارخًا لسيادة ليبيا.
وثمنت اللجنة ما صدر عن مجلس النواب الليبى من قرارات، وأهابت بالشعب المصرى الاستمرار فى الاصطفاف الوطنى خلف قيادته السياسية وتأييد كل الإجراءات المتخذة لتأمين الحدود وصون الأمن القومى، مشيرة إلى أنها فى حالة انعقاد دائم لمتابعة التطورات، وقررت تشكيل لجنة فرعية من أعضائها للمتابعة وتفويض هيئة مكتبها بمخاطبة برلمانات دول حلف شمال الأطلنطى «ناتو» ودول حوض البحر المتوسط والبرلمانات الدولية.
وأعربت السعودية عن رفضها وإدانتها التصعيد التركى الأخير، ونددت بتفويض البرلمان، واعتبرته انتهاكًا لقرارات مجلس الأمن الصادرة بشأن ليبيا، لافتة فى بيان إلى أن التصعيد التركى يشكل تهديدًا للأمن والاستقرار فى ليبيا.
ميدانيًا، أعلن الجيش الليبى شن غارات على معسكرات وتمركزات تابعة لميليشيات حكومة الوفاق فى تاجوراء، شرق طرابلس، ومواقع تابعة للميليشيات بمنطقة بئر الأسطى بتاجوراء، والتى تضم عناصر من السلفية الجهادية، بالتزامن مع تواصل المواجهات بين الجيش الليبى ومليشيات حكومة الوفاق فى عدة مناطق جنوب العاصمة طرابلس.
وقال المتحدث باسم الجيش الليبى، اللواء أحمد المسمارى، إن الجيش والشعب على أتم استعداد لمواجهة الغزو التركى، وإن المعركة فى ليبيا لم تعد معركة تقليدية بعد أن أصبحت ضد دول داعمة للميليشيات، مضيفًا فى مؤتمر صحفى، مساء أمس الأول، أن القوات البحرية الليبية جاهزة وتفرض سيطرتها على سواحل البلاد.