محافظة القاهرة هى عاصمة الدولة وبؤرة اهتمام كل الاحداث .. تتسم بالناحية الصناعية ويعيبها الازدحام والتلوث والفوضى اللانهائية .. خرجت منها بذور الثورة العظيمة وانتهى بها المطاف بتنحى مبارك عن الحكم .. كل ما يحدث فى القاهرة يعمم على كل ارجاء المحروسة .. مع انها تعد محافظة من بين ثمانية وعشرين محافظة هى العدد الفعلى الان للمحافظات المصرية .. تنال القاهرة كل الاهتمام من اى مسئول ذو منصب هام فى كل الوزارات والهيئات الحكومية ولا عزاء لباقى المحافظات. الثورة .. خرج الملايين فى كل ارجاء المحروسة للمشاركة فى ثورة 25 يناير تضامنا مع ابناء القاهرة بل كان يذهب الالاف الى القاهرة للمشاركةولم تقتصر الثورة على ابناء القاهرة فقط. كان فساد المسئولين فى النظام السابق يمتد من المناصب بدءا بالرئيس حتى الغفير فى اصغر جهاز بالحكومة الا وهو المجلس المحلى .. مع العلم انه لم يقتصر الفساد على محافظة القاهرة فقط ولكن امتد واستوغل واستفحل فى كل نواحى مصر من الوزير حتى الغفير .. لو أرادت الأنظمة القادمة الجديدة الرقى بالبلاد فعليها ان تعلم ان مصر ليست القاهرة فقط .. يوجد الالاف من المسئولين الفاسدين فى جميع انحاء البلاد لازلوا يعملون فى مناصبهم حتى الان .. مازلوا يمارسون الفساد علنيا كما كان سابق عهدهم بالنظام السابق .. انا اعلم انه من الصعب على المجلس العسكرى ومجلس رئاسة الوزراء حصر كل رموز الفساد الصغار فى اقاليم مصر .. ولكن بإمكانه ان يحد من فسادهم ولو ببعض الاجراءات البسيطة .. فمثلا فى معظم المجالس المحلية يتواجد نفس الفاسدين السابقين ولازالوا يمارسون فسادهم المستفحل .. فبإمكان رئاسة الوزراء تبديل بعض المناصب كنقل فريق عمل جهاز الرياضة والشباب الى المجالس المحلية والعكس .. ليس على المجلس الا ان يغير الاشخاص بدماء جديدة تحرص على اداء مهامها فى الحدود الشرعية للوظيفة. هناك الالاف من الشراذمة الذين استغلوا فترة الانفلات الامنى وغياب المسئوليين وقاموا بتبوير الاراضى الزراعية والبناء عليها مهدرين الاراضى ومضيعين حقوق مصر فى ثروتها الزراعية .. وهناك المئات من المسئولين فى المجالس المحلية على دراية تامة بكل ذلك ومع هذا لم يتخذوا اى اجراء ضد هؤلاء الخائنين .. بل ساعدوهم فى ذلك مقابل بعض الرشاوى والمال الحرام. ان المشكلة الوحيدة لهذا البلد الامين هى غياب الضمير .. قد يكون غياب وقد يكون فقدان .. لو ان كل مواطن مصري راعى الله فى كل شئ وراعى ضميره فى افعاله سننجو بهذا البلد الى بر الامان. هناك امال كبيرة تنمو نحو ازدهار البلاد ونموها ورقيها.. ولن تتحقق هذه الامال الا بالعمل الدؤب والجهد المبذول باخلاص .. لن تموت مصر ابدا وستظل كما هى ام الدنيا وبلد الامن والامان رغم انف الحاقدين والفاسدين .. الا يا شعب صامد نمضى قدما متلاحمين متسابقين الى العطاء .. حان وقت التغيير و آن أوان الانتصار. [email protected]