الرئيس يؤكد جاهزية القوات المسلحة لحماية الأمن القومى

ترأس الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس، اجتماعاً موسعاً لقيادات القوات المسلحة بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع، فيما تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، أكد خلاله حرص الولايات المتحدة على استمرار الجهود من أجل توقيع اتفاق عادل بشأن سد النهضة بين مصر والسودان وإثيوبيا.
وفى الاجتماع الموسع لقيادات القوات المسلحة، بحضور الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والفريق محمد فريد رئيس أركان حرب القوات المسلحة، اطلع الرئيس عبدالفتاح السيسى على مجمل الأوضاع الأمنية على كافة الاتجاهات الاستراتيجية فى أنحاء الجمهورية، والتدابير والخطط الأمنية، التى تنفذها القوات المسلحة لملاحقة والقبض على العناصر الإرهابية، التى تستهدف زعزعة استقرار البلاد، خاصة فى شمال سيناء، حيث أشاد الرئيس بجهود القوات المسلحة لتحقيق الأمن والاستقرار والتصدى للعمليات الإرهابية بالبلاد، بالتعاون مع جهاز الشرطة المدنية، وما يبذلونه من تضحيات فداءً للوطن وحفاظاً على أمنه وسلامته ومقدرات شعبها، مؤكداً ضرورة الاستمرار فى التحلى بأعلى درجات الحيطة والحذر والاستعداد القتالى، وصولاً إلى أعلى درجات الجاهزية لتنفيذ أى مهام توكل إليهم لحماية أمن مصر القومى، وذلك فى ظل التحديات الراهنة التى تموج بها المنطقة. وتلقى الرئيس السيسى اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن سد النهضة، أمس، شهد التباحث وتبادل وجهات النظر بشأن آخر تطورات ملف سد النهضة. وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس الأمريكى أعرب عن تقديره لقيام مصر بالتوقيع بالأحرف الأولى على الاتفاق، الذى أسفرت عنه جولات المفاوضات حول سد النهضة بواشنطن خلال الأشهر الماضية، باعتباره اتفاقاً شاملاً وعادلاً ومتوازناً، مؤكداً أن ذلك يدل على حسن النية وتوفر الإرادة السياسية الصادقة والبناءة لدى مصر.
كما أكد ترامب على استمرار الإدارة الأمريكية فى بذل الجهود الدؤوبة والتنسيق مع مصر والسودان وإثيوبيا بشأن هذا الملف الحيوى، وصولاً إلى انتهاء الدول الثلاث من التوقيع على اتفاق سد النهضة.
من جانبه؛ أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسى عن بالغ التقدير للدور الذى تقوم به الإدارة الأمريكية فى رعاية المفاوضات الثلاثية الخاصة بسد النهضة، والاهتمام الكبير الذى يوليه الرئيس ترامب فى هذا الصدد، مؤكداً استمرار مصر فى إيلاء هذا الموضوع أقصى درجات الاهتمام فى إطار الدفاع عن مصالح الشعب المصرى ومقدراته ومستقبله.
وقال وزير الخزانة الأمريكى ستيفن منوشين، أمس، إن واشنطن شعرت بخيبة أمل بعد أن تغيبت إثيوبيا عن جولة الأسبوع الماضى. وأضاف خلال جلسة استماع للجنة النقل والمواصلات فى مجلس النواب الأمريكى: «كنا نحاول الجمع بين الطرفين، لقد حققوا تقدما هائلا، وقد شعرنا بخيبة أمل كبيرة لأن إثيوبيا لم تحضر للاجتماع الأخير». وتابع الوزير الأمريكى: «إنها قضية مهمة للمنطقة بأسرها، ومن الواضح أنها مصدر قلق كبير، وهناك مخاوف تتعلق بالسلامة (سلامة بناء السد)، وهناك مخاوف تتعلق بالمياه».
فى المقابل، نفت إثيوبيا، التى تغيّبت عن جولة المحادثات الأخيرة، التوصل إلى اتفاق، وأعربت عن «خيبة أملها» من البيان الأمريكى. وأعلنت، أمس، بدء تخزين 4.9 مليار متر مكعب من مياه نهر النيل فى مشروع سد النهضة خلال يوليو المقبل، وذلك من أصل 74 مليار متر مكعب السعة الإجمالية للبحيرة خلف السد.
وفى مؤتمر صحفى، أمس، قال وزير الخارجية الإثيوبى غيدو اندارغاتشو إن إثيوبيا ستستمر فى المحادثات التى تجرى بوساطة أمريكية، إلا أنها حذرت واشنطن من تسريع العملية أو محاولة التأثير على نتائجها.
وأضاف: «نعتقد أن البيان الأمريكى الأخير غير دبلوماسى، ولا يعكس بلدا عظيما مثل الولايات المتحدة.. نريد أن يؤدى الأمريكيون دورا بناء، وغير ذلك الدور غير مقبول».