الحديدى: وحدة «لم الشمل» التى أطلقها الأزهر حلت أكثر من 5 آلاف مشكلة أسرية

قضايا المرأة من تمييز وتفكك أسرى كانت حاضرة ضمن فعاليات اليوم السادس لمعرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث أقيمت ندوتان الأولى احتضنها جناح الأزهر بعنوان «التفكك الأسرى» والثانية بعنوان «نحو ثقافة جديدة لمناهضة التمييز والتنميط لدى الأطفال» بمشاركة منظمة المرأة العربية.
قال الدكتور أسامة الحديدى، مدير مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية،: إن الأسرة هي نواة المجتمع، قوامها السكن والمودة والرحمة، والحفاظ عليها من مقاصد الشريعة الإسلامية، موضحًا أن الأسرة السليمة الهادئة تنتج فردًا قادرًا على الحفاظ على قيم وعادات المجتمع الأصيلة.
وأشار الحديدى، في ندوة تحت عنوان التفكك الأسرى وأثره على استقرار المجتمعات، إلى دور الأزهر الشريف في الحفاظ على كيان الأسرة المصرية، خاصة في الفترة الأخيرة، بعد توجيهات الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، بضرورة تكثيف العمل الميدانى للمساهمة في حل أكبر قدر من المشكلات، التي تهدد كيان الأسرة، فقام مركز الأزهر العالمى للفتوى بإطلاق برنامج بعنوان الأسرة المصرية.. تنشئة وثقافة وبناء، بالإضافة إلى افتتاح وحدة لم الشمل التي ساعدت في حل أكثر من 5000 مشكلة أسرية. وأوضحت الدكتورة سهير لطفى، رئيس المركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن ثورة تكنولوجيا المعلومات أحدثت تأثيرًا كبيرًا على تماسك الأسرة المصرية، حيث أنتجت ما يسمى ثورة القيم العالمية، التي أصبحت دخيلة على أسرتنا المصرية، وتحاول تغيير تقاليدها الأصيلة.
وقالت إن من أبرز أسباب التفكك الأسرى عدم إدراك الزوجين المفهوم الصحيح للزواج، والمسؤولية المجتمعية، واعتقادهما أن الحياة بعد الزواج ستكون وردية خالية من الصعاب والمشاكل، مشيدة بالتأثير القوى للأزهر الشريف في حل الخلافات الأسرية، لاعتماده على الثقافة الإسلامية المستنيرة.
ولفت الدكتور محمد المهدى، أستاذ الطب النفسى بجامعة الأزهر، إلى أن هناك جوانب عديدة تؤثر في استقرار الأسرة، من أبرزها الجانب الاقتصادى، سواء كانت الأسرة تعانى من فقر مدقع، أو تتمتع بغنى فاحش.
وأشار المهدى إلى أن الأسرة قديمًا كانت تعيش حالة من القناعة والرضا، بخلاف ما أصبحت عليه الآن، من رغبة قوية في الاستهلاك والاستحواذ على المستلزمات والعقارات وغيرها، بسبب الانتشار الكبير للإعلانات الدعائية، الأمر الذي اضطر الأب للعمل المضاعف، والسفر لتلبية هذه الاحتياجات، ما يتسبب في بعده عن الأسرة، وبعدها تكثر المشاكل، وفى أحيان كثيرة تتفكك الأسرة ويصل بها الحال إلى الطلاق.
وفى شأن آخر شاركت نهاد أبوالقمصان، المحامية بالنقض، رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة، في ندوة نحو ثقافة جديدة لمناهضة التمييز والتنميط لدى الأطفال والناشئة التي تعقدها منظمة المرأة العربية ضمن فعاليات المعرض.
وشددت «أبوالقمصان»، خلال كلمتها، على أن عملية التنشئة في الطفولة المبكرة لها تأثير عميق في تكوين القيم والأفكار في نفوس النشء. وهى عملية تتشكل من مدخلات عدة، على رأسها خطاب وسلوك الأبوين داخل الأسرة، والعملية التعليمية في المدرسة ممثلة في سلوك المعلمين أو مضامين المناهج، والخطاب الثقافى الموجه للأطفال في وسائل الإعلام وفى أدب الطفل، فضلا عن الخطاب والسلوك المجتمعى الذي يحيط بالطفل بوجه عام.
وأضافت: «من هنا يظهر أن الجهود الرامية لمناهضة التمييز ضد المرأة وخلق ثقافة صديقة وداعمة لها لابد أن توجه اهتماما خاصًا لعملية التنشئة من أجل كسر الحلقة الثقافية المفرغة التي لا تنفك تنتج الأفكار السلبية بشأن المرأة ومكانتها. هذه الأفكار التي قد تصبح منبعًا لسلوكيات غير مقبولة ضد المرأة والفتاة في سياقات مختلفة، وتؤدى إلى حرمان النساء من بعض حقوقهن الأساسية كحقهن في الميراث، وإلى هشاشة العلاقة بين الزوجين لغياب قيم الاحترام المتبادل وبين أفكار رجعية متخلفة وخطاب دينى شديد الانغلاق».