تحتفل الأوساط الثقافية والفنية والسياحية في الأقصر، الثلاثاء المقبل، بافتتاح «قصر الجُرفٌ.. بيت العمارة والفنون المصرية» وسط الطبيعة الريفية، غرب المدينة وذلك بحضور رؤساء الغرف والمؤسسات السياحية، وأساتذة الفنون والأكاديميين وعمداء الكليات والفنانين التشكيليين، وجمهور من السياح المقيمين والمعنيين بقضايا الثقافة والتراث والسياحة الثقافية بمحافظة الأقصر. وبيت العمارة والفنون المصرية القديمة، الذي باتت زيارته متاحة أمام المصريين والأجانب، هو قصر تراثى اقيم بهدف استعادة روح العمارة المصرية وفنونها المختلفة، وتمكين زواره من معايشة الحياة في مصر قبيل مائتى عام مضت. كما أن زوار القصر سيتمكنون من العيش وسط عمارة من الفن المبهر، وبه حجرات مبنية بنظام القبو، مع وجود مشربيات، وتحف، كلها تعود بالزائر لحقبات تاريخية ترجع لأكثر من قرن من الزمان. وتقول الدكتورة مارينا هتشين، مديرة قصر الجرف، والناشطة البريطانية في مجال حماية الفنون التراثية، والمقيمة بمدينة الأقصر، إن البيت به 18 غرفة كلها تطل على نهر النيل والطبيعة الريفية، موضحة أن الغرف بنيت بطراز معمارى فريد فلكل غرفة مدخل خاص، وكل غرفة تحاكى نمطا معماريا وهندسيا مختلفا من الطرز المعمارية والهندسية والفنية التي عرفتها العمارة المصرية طوال قرون مضت. وأشارت إلى أن البيت الذي يستعيد ثقافة المساحات الخضراء والاحتفاء بنهر النيل، مفتوح أمام متذوقى العمارة والفنون التراثية، وأمام المصورين والفنانين التشكيليين، والموسيقيين بجانب تمكينهم من ممارسة إبداعاتهم وسط أجواء استدعيناها لهم من عصور مضت بالمجان، وأنه مفتوح أيضا لإقامة المعارض التشكيلية والحفلات الموسيقية. وأضافت أن البيت الذي صارت زيارته متاحة منذ مطلع شهر أكتوبر الجارى، في مناسبة احتفالات ذكرى نصر أكتوبر، وأن احتفالا فنيا وموسيقيقا سيقام للاحتفاء بافتتاح البيت في حضور المعنيين بالثقافة والتراث والفنون، والأكاديميين والخبراء السياحيين والمسؤولين في قطاعى السياحة والثقافة وسلطات محافظة الأقصر. وأشاد رئيس غرفة وكالات السفر والسياحة في الأقصر، ثروت عجمى،، بمبادرة قصر الجرف لإحياء العمارة والفنون المصرية التي باتت مهددة بالزوال، وأشار إلى أنه يضيف للمدينة نمطا جديدا من السياحة الثقافية، بجانب ما تتفرد به من أنماط سياحية لا توجد إلا فى أرض الأقصر مثل سياحة البالون الطائر، لافتاً إلى أن افتتاح القصر يساهم في زيادة التدفقات السياحية للسياح المهتمين بالفن ويبحثون عن أماكن جديدة للتعبير فيها عن لوحات فنية جديدة. وأوضح محمد فاوى، أحد مؤسسى البيت والناشط في مجال تشجيع السياحة الثقافية في مدينة الأقصر، أنه تم تشييد ذلك البيت التراثى التاريخى بتمويل شخصى من مجموعة من المعنيين بإحياء العمارة والفنون القديمة، وبدعم من جمعية إيزيس للثقافة والتنمية، والجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، موضحاً أنه روعى أن يشتمل على الكثير من الروح الفنية والشعبية والتاريخية، مستعينين بأكاديميين في مجالات العمارة والهندسة والفنون الجميلة، وذلك في إطار مبادرة مجتمعية هدفها الحفاط على الفنون والعمارة، التي باتت في طريقها للاندثار، وأن زيارة البيت ورؤية معالمه وتحفه والاستمتاع لممارسة الفنون التشكيلية من رسم ونحت وتصوير سيكون بالمجان. ويقول أيمن أبوزيد، رئيس الجمعية المصرية للتنمية الأثرية والسياحية، إن بيت العمارة والفنون المصرية، الممتد على مساحة عشرة آلاف متر مربع، بات معلما سياحيا وتراثيا مهما في مدينة الأقصر التي يزورها مئات الآلاف من السياح في كل عام، وأن هذا البيت الذي يجمع بين ثقافات وفنون وطرز معمارية قاربت على الاندثار في مصر، يمكن زائره من الاستمتاع برؤية مغايرة لنهر النيل الخالد، ومشاهدة طبيعة الريف المصرى في صعيد مصر، من زوايا عدة، تجعل الزائر قادرا على تكوين صورة جديدة ومختلفة لطبيعة الريف المصرى وهى تتعانق مع نهر النيل الخالد في مشهد فريد، فهنا التحف الفنية والمقتنيات والأساس المنزلى الذي ربما غاب عن مصر قبيل مائتى عام أو يزيد، وهنا أبراج الحمام وهى تعانق النخيل والأشجار وتحتضن النهر الخالد، وهنا روح الحياة في الجنوب المصرى، وهنا روح القاهرة الفاطمية، وهنا الأرابيسك والفنون العربية والإسلامية.
