توج منتخب الجزائر بلقب النسخة رقم 32 من كأس الأمم الأفريقية بعد الفوز على منتخب السنغال في المباراة النهائية بهدف دون مقابل، ليتوج محاربو الصحراء باللقب الثاني في تاريخ المسابقة بعد نسخة عام 1990. وتقدم المنتخب الجزائري في النتيجة مبكرًا بعد أقل من دقيقتين من البداية بواسطة المهاجم بغداد بو نجاح الذي سجل ثاني أهدافه في البطولة بعد هدفه في المباراة الأولى ضد كينيا، ليضع محاربي الصحراء في المقدمة مبكرًا، ويشعل حماس أسود التيرانجا الذين تقدموا بشراسة باحثين عن التعديل طوال النصف الأول من المباراة، مستحوذين على الكرة بنسبة تخطت 60%، ومحاولين التسديد في 5 مناسبات (كرة وحيدة ذهبت تجاه الحارس رايس مبولحي، وتعامل معها)، وخلقوا 3 فرص للتهديف مقابل فرصة وحيدة للمنتخب الجزائري الذي اكتفى طوال اول 45 دقيقة من المباراة بمحاولة تسديد وحيدة نتج عنها الهدف الوحيد خلال الشوط الأول. ومع الهجوم المستمر لأسود التيرانجا، اعتمد محاربي الصحراء على إيقاف أسلوب لعب المنتخب السنغالي من خلال المخالفات المتكررة لإيقاف إيقاع اللعب للمنافس، فارتكب لاعبو المنتخب الجزائري 14 مخالفة خلال النصف الأول من المباراة، 6 منهم ضد الجناح الأيمن المهاجم إسماعيلا سار الذي كان أكثر لاعبي المباراة تعرضًا للمخالفات، وأكثر لاعبي منتخب السنغال خسارة للكرة خلال الشوط الأول (11 مناسبة)، في حين كان الظهير الأيسر رامي بن سبعيني هو الأكثر خسارة للكرة (13)، وأكثر لاعب ارتكابًا للمخالفات (3 مناصفة مع إسماعيل بن ناصر وبغداد بو نجاح)، واللاعب الوحيد الذي تحصل على بطاقة صفراء خلال النصف الأول من المباراة. ولم تتغير الأمور كثيرًا في الشوط الثاني في ظل التزام محاربي الصحراء بالدفاع تاركين الحيازة على الكرة للمنتخب السنغالي دون خطورة كبيرة، فلم يتمكن أسود التيرانجا من تهديد مرمى المنتخب العربي سوى في مناسبتين فقط من بين 7 محاولات تسديد خلال الشوط الثاني، تعامل معهما العملاق رايس مبولحي، في حين لم يسدد المنتخب الجزائري طوال الشوط الثاني مكتفيًا بالانتظام الدفاعي والتزامه بأسلوب المخالفات التكتيكية لقتل رتم اللعب للمنتخب السنغالي مع وصول عدد المخالفات في الشوط الثاني إلى 32 مخالفة ارتكبها لاعبوا منتخب الجزائر ضد المنافس (18 مخالفة في الشوط الثاني فقط)، وكان نصيب الأسد للاعب الوسط المدافع عدلان قديورة الذي ارتكب 9 مخالفات، وربح 6 التحامات، وقطع الكرة في 4 مناسبات (أكثر من أي لاعب آخر)، وأخرج الكرة من مناطق الخطورة في 5 مناسبات (أكثر من أي لاعب أخر)، وافتك الكرة في 3 مناسبات بنسبة نجاح 100%. وأوضحت الإحصائيات أن المنتخب الجزائري كرر سيناريو المباراة الأولى في مرحلة المجموعات ضد السنغال (انتهت 1-0 أيضًا لمحاربي الصحراء)، فارتكب لاعبو المنتخب العربي 32 مخالفة في مباراة اليوم لإيقاف رتم اللعب، وهو العدد الأقل بمخالفة من مباراة مرحلة المجموعات (33 مخالفة)، وهو الأسلوب الذي نجح بشكل واضح وحد تمامًا من خطورة المنتخب السنغالي القوي والمرشح الأول للقب في هذه البطولة.
