«أنا إنسان لا يحمل سوى الذاكرة فقط.. ولا أرى سوى هويتى المفقودة».. كلمات شاب يحلم بالرجوع إلى وطنه بعد أن أخذه والده للخارج كلاجئ، واكتشف أنه لن يتمكن من العودة إلى وطنه بطريقة شرعية مرة أخرى.. كانت تلك قصة فيلم «نوح»، مشروع تخرج مجموعة من طلاب كلية إعلام جامعة بنى سويف، يصف فيها مشاعر اللاجئين ومشاكلهم. «هذا الفيلم لكل من لا وطن له».. جملة توسطت «البوستر» الرسمى لفيلم نوح، ويقول أبانوب يوسف، مخرج الفيلم: «كان الفيلم بالنسبة لى حلمًا.. وكل لما نصور جزء منه نحس إننا معلملناش حاجة.. تنفيذ الفكرة كان تقريبًا مستحيل». يحكى الفيلم قصة ثلاثة لاجئين من ثلاث قارات مختلفة، اضطر كل منهم للجوء بعد حدوث مشاكل فى بلادهم اضطرتهم لذلك، ويضيف أبانوب: «شخصيات الفيلم من ثلاث بلاد، والرسالة اللى حابين نوصلها إنه حتى لو الأحوال فى وطنك مش أفضل حاجة، مينفعش تسيبه». استمر فريق العمل المكون من 13 طالبًا وطالبة فى تصوير الفيلم لمدة تجاوزت الثلاثة أشهر داخل مصر ما بين القاهرة والإسكندرية وبنى سويف والمنيا ومرسى مطروح، قبل التصوير خارج مصر، ويكمل: «الفكرة جاتلى من إبريل 2018، واخترت الفريق من فترة طويلة قبل السفر خارج مصر، وقدرت أصور مشاهد هناك». تمكن أبانوب من تصوير مشاهد من الفيلم فى تونس خلال مشاركته فى المهرجان الطلابى للفيلم القصير بنابل، سافر بعدها إلى جمهورية مولدوفا ضمن برنامج تطوعى، وخلال فترة إقامته هناك تمكن من استكمال باقى مشاهد الفيلم المقرر تصويرها فى الخارج، ويقول: «تقريبًا نسبة 15٪ من الفيلم اتصورت خارج مصر». وتؤكد زينب عبدالحميد، مدير تصوير الفيلم، أن التصوير مع ممثلين من جنسيات مختلفة لم يكن أمرًا سهلًا على فريق العمل: «أخدنا وقت كبير عشان نجمع ممثلين أجانب مناسبين للأدوار، وتدريبهم وتوجيههم مكنش سهل». «نفسنا الفيلم يتشاف، والفكرة توصل للناس، والفيلم يشارك فى مهرجانات عالمية».. كانت هذه أمنية يوسف وباقى الطلاب لفيلمهم القصير الذى لا تتعدى مدته 24 دقيقة.