عندما تسمع خبرًا وتُصاب بشعورين متضادين فهذا أمر غريب ولكنه حدث لي بالفعل عندما سمعت بتولي الوزير"نبيل العربي" الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ، فالشعور بالفرح لأنك أتيت بشخص له باع في السياسة الخارجية وحسن التعامل وفي نفس الوقت لديه من الانتماء العربي الكثير ، أما الشعور بالحزن لأن وزارة الخارجية المصرية فقدت هذا الرجل على الأقل على الورق وهذا ليس تقليلًا في مَن سيخلفه ولكن لكل شخص سمة تميزه.ولم أكتب هذا للتعريف ب"نبيل العربي" وإنما لما نتمنى أن نرى جامعة الدول العربية عليه. فعندما يتولى رجل على الأقل لا تعده إسرائيل صديقًا لها فهذا مكسب للجامعة العربية وهذه ليست شعارات كاذبة ولكنها حقيقةفعندما تكره إسرائيل علينا نحن العرب أن نحب ما تكرهه لإسرائيل وواقعنا هو الذي يقول ذلك لست أنا فمنذ أن وُلدت وإلى الآن وأنا أرى وأعلم أن إسرائيل لا تفعل شيئًا يفيد العرب. ولكن يبقى شيء أساسي وهو أن الجامعة العربية لا تتمثل في شخصية الأمين العام فقط ولكن الجامعة العربية هي نتاج الدول العربية فلا يمكن أن تتحول سياسة الجامعة العربية إلا إذا تحولت سياسة الدول العربية لذلك لا ينبغي أن نحمل الأمين العام كل شيء لأننا نعلم أن الدور الأساسي للجامعة العربية على مدى فترات طويلة هو عرض ما يحدث وأحيانًا التنديد والاعتراض بضوابط لا يتم تجاوزها ، لكننا نأمل أن تتغير هذه السياسة بتولى "نبيل العربي" الأمانة العامة بالإضافة إلى نجاح الثورات العربية وعودة الوحدة والقوة العربية ، فنحن نأمل أن نسمع قريبًا قرارات حاسمة لجامعة الدول العربية بخصوص ما يحدث في الدول العربية ثم نسمع بعد فترة قرارات ولقاءات تجعلنا لا نحتاج إلى انتظار "خروج أوباما " أو "هيلاري كلينتون" أو "بان غي مون " وغيرهم من مَن يتدخلون في سياسة العرب الداخلية دون أن ينطق العرب بكلمة واحدة.