دعا الدكتور إسماعيل سليم، مدير مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم التجارى الدولى، إلى أن تكون مصر قبلة للتحكيم الدولي في منازعات عقود دول قارة إفريقيا والبلدان العربية، بدلاً من اقتصار أطراف عقود تلك الدول على اللجوء فقط إلى إنجلترا وفرنسا دون غيرهما. وأضاف «سليم»، في تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، أن مصر لديها الإمكانية والخبرة البشرية، ونجحت في إتقان التحكيم الدولى كصناعة متكاملة، ويمكنها تعزيز موقعها باتخاذ بعض الخطوات التشريعية بما يجعل الوصول إلى الهدف واقعا في 2030، وهذا التحول سيحقق عوائد اقتصادية أسوة بسنغافورة، والتى نجحت في جذب نسبة كبيرة من تحكيمات عقود الدول الآسيوية إلى أرضها بعد أن خلقت بيئة تشريعية وقضائية صديقة للتحكيم. وشدد على أن المركز سيستمر في نشاطه في الفترة المقبلة في عمق القارة الإفريقية وشمالها، لافتاً إلى أنه أبرم اتفاقية تعاون مع مركز تحكيم بكين عام 2017 في إطار مبادرة «الحزام والطريق» لحل ما عسى أن ينشأ عن تنفيذها من منازعات في مصر والمنطقة العربية والقارة الإفريقية، وسيستضيف المركز دورة تدريبية في مجال التحكيم من يوم 13 حتى 17 مايو الجارى بالتعاون مع الاتحاد الإفريقى. وكشف أن عدد القضايا التي تم تداولها أمام مركز القاهرة الإقليمي للتحكيم بلغ 1325 قضية مختلفة خلال 40 عاماً، وقد أكسب ذلك المركز الخبرة العملية والإجرائية لمواجهة معظم أنواع المواقف الدقيقة في القضايا والتعامل معها بمهنية وحياد، واقترن تطور عدد القضايا بتنامى واتساع قاعدة المحكمين الدوليين بالمركز، ووضع قواعد فعالة لمنع الممارسات الخاطئة خلال الإجراءات التحكيمية. وأوضح سليم أنه تم النص على التحكيم أمام المركز في العديد من اتفاقيات حماية وتشجيع الاستثمار الثنائية المبرمة بين مصر وبين دول عربية وإفريقية وأوروبية، وأيضا في بعض اتفاقيات حماية وتشجيع الاستثمار التي لا تكون مصر طرفاً فيها، وأشار إلى أن المركز أبرم العديد من اتفاقيات التعاون مع كبريات مؤسسات التحكيم الدولية العريقة، والتى تنص، ضمن أوجه أخرى للتعاون، على إمكانية عقد جلسات التحكيم الخاصة بهذه المؤسسات بمقر مركز القاهرة والعكس، ومن أهم هذه الاتفاقيات تلك المبرمة مع محكمة التحكيم الرياضية بسويسرا، والمحكمة الدائمة للتحكيم بلاهاى (هولندا). وأكد أن مركز القاهرة انفرد بالفوز بجائزة دليل التحكيم الإقليمى لعام 2019 لأكثر المراكز التحكيمية الإقليمية تميزاً، وهى الجائزة التي تقدمها دورية التحكيم العالمى المرموقة «جار»، والتى تُعد المصدر المستقل لأخبار ومعلومات مجتمع التحكيم الدولي.
