عمال العالم يحيون عيدهم بمسيرات حاشدة فى 80 دولة

احتفل عشرات الملايين من العمال في أكثر من 80 دولة في العالم، أمس، بعيد العمال، وخرج البعض في مسيرات ومظاهرات احتجاجية في كبرى مدن وعواصم العالم، للمطالبة بحقوقهم وزيادة رواتبهم وحوافزهم وتحسين ظروف التقاعد، فيما عززت بعض الدول الكبرى التدابير الأمنية هذه السنة بنشر قوات من الشرطة في الشوارع وإغلاق واجهات محال تجارية، تحسبا لمخاطر وقوع أعمال عنف في المسيرات العمالية.
وشهدت شوارع العاصمة الفرنسية، باريس، أمس، اندلاع اشتباكات عنيفة بين الشرطة وعدد من المتظاهرين، ونشرت فرنسا 7400 شرطى، وعشرات الطائرات بدون طيار في باريس، وقال الرئيس إيمانويل ماكرون، أمس الأول، إنه في حال وقوع أعمال عنف يتم الرد بشكل «بالغ الحزم» على الناشطين المعادين للرأسمالية والفاشية الذين يتظاهرون مرتدين ملابس سوداء وملثمين ويعرفون ب«بلاك بلوك» أو الكتل السوداء، بعد ورود دعوات على شبكات التواصل الاجتماعى من أجل تحويل باريس إلى «عاصمة الشغب».
وفى ألمانيا، استغل الاتحاد الأوروبى تظاهرات عيد العمال التقليدية، ودعا لوضع حد أدنى للأجور على مستوى أوروبا، وذكرت الشرطة الألمانية أن حوالى 5500 رجل شرطة انتشروا في برلين منهم 2000 شرطى في حى فريدريشسهاين، ودعت الشرطة إلى ضرورة الحفاظ على سلمية المظاهرات، وناشد رئيس الاتحاد العام للنقابات العمالية الألمانية، راينر هوفمان، العمال في أنحاء الاتحاد الأوروبى إلى إظهار قوتهم في انتخابات البرلمان الأوروبى المقررة في 23 مايو الجارى.
وأعلنت السلطات الروسية مشاركة 140 ألف شخص في مسيرة عيد العمال في وسط موسكو، وقالت شرطة موسكو، أمس، إن المظاهرة التي نظمتها نقابات عمالية «صديقة للكرملين» في الميدان الأحمر اجتذبت حوالى 140 ألف شخص، ووفق تقرير شرطة العاصمة الروسية، فإن المسيرات حملت شعار «من أجل اقتصاد عادل يصب في مصلحة الرجل العامل». واكتظت الشوارع والساحات المحيطة بالساحة الحمراء بالعاصمة، وحمل المشاركون العلم الوطنى وعلم مدينة موسكو ورايات النقابات المهنية المختلفة. ودعت كونفدرالية النقابات الجزائرية، وهو تكتل لنقابات مستقلة في 7 قطاعات، للخروج في مسيرات حاشدة في عيد العمال، تأكيدا لدعم العمال للحراك الشعبى، ومساندتها مطلب رحيل رموز نظام الرئيس السابق عبدالعزيز بوتفليقة، ولأول مرة تنضم النقابات المنضوية في الاتحاد العام للعمال الجزائريين الموالى لنظام بوتفليقة إلى حركة احتجاجية تقودها النقابات المستقلة.
كما شهدت تركيا استنفارا أمنيا، وبحسب وسائل إعلام تركية فإن مجموعة من الشباب قرروا السير على الأقدام من منطقة ماجدى كوى إلى تقسيم لكن البوليس التركى منعهم في إسطنبول وحاصرت الشرطة ميدان تقسيم، وتم إغلاق الساحة في حين رفضت السلطات منح تصاريح لتجمعات هناك، واعتقلت الشرطة 7 من شباب محتجين، وكانت وسائل إعلام تركية روجت إلى أن مجموعة كبيرة من العمال السوريين الموجودين في تركيا يخططون إلى تنظيم وقفة احتجاجية بسبب ظروف العمل التي يعيشونها في تركيا.
وخرجت مسيرات عيد العمال في أجزاء أخرى من آسيا، بما في ذلك الفلبين وماليزيا وإندونيسيا وتايوان وكمبوديا وميانمار.
وفى سريلانكا، ألغت الأحزاب السياسية الرئيسية التجمعات التقليدية التي ينظمونها كل عام بسبب المخاوف الأمنية التي أعقبت تفجيرات عيد الفصح.