«الدعم السريع».. جيش موازٍ نشأ فى دارفور

أطل مصطلح قوات الدعم السريع على سطح الأحداث المتلاحقة فى السودان، لا سيما عندما أعلن رئيس تلك القوات الانسحاب من المجلس العسكرى الذى يدير المرحلة الانتقالية، رداً على بيان وزارة الدفاع السودانية يوم الخميس 11 إبريل، والذى أُعلن فيه عن عزل عمر البشير من رئاسة السودان.
ويفضل الكثير من المراقبين الحديث عن تلك القوات باعتبارها «ميليشيات» نشأت من مكونات مختلفة وفى ظروف مثيرة للجدل، لكن ثمة إجماع على نشأتها لتكون جيشا موازيا للقوات المسلحة السودانية، بقيادة منفصلة وتابعة مباشرة للرئيس السابق عمر البشير، الذى بادر إلى إعلان تشكيلها عام 2013، وهو ما دفع البعض إلى ربط التوقيت بالأحداث فى مصر.
بحسب العديد من التقارير المحلية، قوات الدعم السريع هى فى الأصل إحدى ميليشيات «الجنجويد»، التى تم تشكيلها عام 2003 للقتال فى دارفور وتدعمها الحكومة السودانية، لمواجهة الحركات المسلحة هناك. وقوات الجنجويد مجموعة من القبائل المختلفة غالبها من القبائل العربية.
ويجرى الحديث عن 30 ألف جندى ضمن قوات الدعم السريع، وذكرت تقارير عدة إنها تضم بين صفوفها نحو 5 آلآف من مقاتلى المعارضة التشادية، ومئات من الهاربين من قوات المعارضة فى دولتى مالى وإفريقيا الوسطى.
عقب الإعلان عن تشكيل تلك القوات عام 2013 بقيادة محمد محمدان، الشهير بحميدتى، كانت تابعة فى البداية لجهاز الأمن والمخابرات، ثم أصبحت تابعة للجيش السودانى، أى تحت إمرة رئيس الجمهورية مباشرة فى يناير 2017، وتغير اسمها إلى «قوات الدعم السريع»، بعدما أجاز البرلمان السودانى قانوناً خاصاً بالقوات يجعلها تابعة للجيش.
وتعرض زعيم المعارضة السودانى وزعيم حزب الأمة القومى الصادق المهدى للاعتقال عام 2014 لاتهامه تلك القوات بارتكاب فظائع ضد المدنيين فى دارفور وبعض ولايات جنوب السودان. كما صدر العديد من التقارير الأممية التى اتهمت القوات بارتكاب جرائم حرب فى دارفور. واكتسبت تلك القوات بعدا إقليميا فى مارس 2015، حين أعلنت السعودية عملية عاصفة الحزم ضد الحوثيين باليمن، وشارك السودان فيها ب6 آلاف مقاتل، أشارت تقارير إلى أن أغلبهم من قوات الدعم السريع.