بالقرب من شريط السكك الحديدية بإمبابة، استدعى «أحمد.م»، الشهير بالمعلم «عضمة»، جزار، الشاب كريم عبدالله، الصبى السابق لدية، ليطعنه في ظهره بسلاح أبيض، ويريده قتيلاً في الحال. «المعلم عضمة كان بيتخانق مع واحد وقتله ومشى»، قال الأهالي وشهود العيان، لضباط الشرطة الذين حضروا إلى مكان الواقعة، مساء الأحد الماضى، وفحصوا كاميرات المراقبة التي التقطت صورًا للواقعة. لم يدر في ذهن «كريم» أن يكون لقائه ب«المعلم»، للتخلص من حياته، وهو الشاب الذي حلم بالزواج من ابنه «عضمة» التي رأها خلال عمله بمحل والدها للجزارة وبيع «السمين»، بالمنطقة الشعبية. يحكي أفراد أسرة المجني عليه، خلال تحقيقات نيابة إمبابة، أن المجني عليه طٌرد من محل الجزارة قبل أشهرة عدة، لرغبته في التقدم إلى خطبة صاحب العمل الذي أصر على رفضة أكثر من مرة، ليعمل «كريم» سائقًا على ميكروباص بخط «إمبابة – مظلات»، ولم ينسى ارتباطه العاطفي بابنه المعلم. ظلت الظروف المادية والفوارق الاجتماعية بين أسرة المحبوبة و«كريم»، حاجزًا لإتمام الخطوبة:«المعلم رفض ابننا لأنه ظروفه على قدها»، على حد قول أسرة «كريم». اختمرت في رأس «عضمة» جريمته، عندما فحص هاتف ابنته بالصدفة، واكتشف رسائل غرامية بعث بها الصبي السابق لديه:«لما لقيت الرسايل على التلفيون.. قلت والله لأقتله، لأنه لم يسمع كلامي ويبعد عن بنتي». استدرج المتهم ضحيته إلى منطقة السكك الحديدية، قبل أن يفهمه:«عاوزين يا ابني نتفاهم شوية».. فظن الضحية، على حد قول صاحب محل الجزارة، بأنه سيوافق على خطبة ابنته، ليباغته بطعنه سكين خلف ظهره:«ضربته وجريت على طول، وعارف أنه الناس رأتني». في غضون ساعة على الأكثر، كانت الشرطة ضبطت المتهم الذي قال:«هو السبب أنا طردته من محلي، لكنه لم يكف عن ملاحقة بنتي»، مضيفًا:«المجني عليه كان متزوجًا ولديه طفلة، لذا رفضت خطوبته من ابنتي».