مزيج فريد من فن الخط العربى يصل بك إلى حالة مدهشة من الصفاء البصرى من خلال حوار بين المشاعر والعقل.. تلك هى سمة لوحات الفنان التشكيلى «سامح إسماعيل» فى معرضه الحالى «تدوين الذاكرة». «سامح إسماعيل» فنان تشكيلى معاصر خريج كلية الفنون الجميلة، يحاول دائما الاستفادة من طاقة الخط للإبداع. فلكل حرف طاقة.. ولكل حرف مراتب ومقامات يمكن استغلالها وعمل إبداعات لا حصر لها منه. استطاع فى سنوات قليلة أن يصبح واحدا من الفنانين التشكيليين الذين يستخدمون الخط بأسلوب فريد، فهو يضع فنون الخط العربى فى سياقات ليست مألوفة للمتلقى، مثل سياقات غربية وسياقات تجريدية، فمجال الفن التشكيلى سمح له بأن يأخذ مساحته والحرية فى التعامل مع الحرف العربى كموضوع لا يختلف عن البورتريه أو اللاند سكيب. ابتدع أيضا نوعا متميزا من الفن التجريدى من خلال تطويره فكرة فن الخط العربى داخل لوحات فنية تجريدية، فالهدف أن كل لوحة من لوحاتها تشعر أن هناك حرفا عربيا أو هوية ما، ولكنها غير محددة، فهو يترك دائما فى لوحاته الأطروحات التى يقوم بطرحها من تساؤلات ليرى بعد ذلك مشاعر المتلقى كيف استقبلها.. لتستجيب النفس لاحتياجات الروح التأملية وحيوية الكشف البصرى من خلال الأبعاد والمعانى والحروف العربية فى سياق خارج عن المألوف. وتتميز لوحاته بأنها ذات مذاق شاعرى وحالم، والتى يغمسها بريشة وألوان فى إيقاع متناغم من التأمل ليمنحها رؤية بصرية فريدة من نوعها، تتداخل حواسك ومشاعرك فيما تراه من اللوحة لتأخذك فى رحلة من التخيل والتأمل يستحضرها لمشاهد تلك اللوحات من ذكريات وأماكن ومشاعر فى عقله وقت رسمه لها تاركا لك فرصة التعرف عليها. فيقول: «الفن التجريدى هو لغة مشاعر، وأنا كفنان لما برسم اللوحة بيكون عندى مشاعر بتترجم عن طريق عدة تقنيات أو عن طريق باليتة لون ما، حسب التأثيرات النفسية اللى بكون فيها.. فهى شحنة مشاعر داخلى أترجمها عبر لوحاتى». ومعرض تدوين الذاكرة له ظروف خاصة، فقد قرر أن يحدث نقلة كبيرة فى فنه وكانت بداية النقلة من 2014، والذى وجد أنه لم يحصل الاستقبال الكافى لهذه النقلة من الجمهورالذين شعروا أنه ذهب لاتجاه من الفلسفة البصرية لم يكونوا قد تعودوا عليها فى مصر فقرر أن يترك لجمهوره الوقت الكافى والذى وصل إلى أربع سنوات ل«هضم» ما قدمه فى آخر معرض له.
