قال رمضان قرني، خبير الشؤون الإفريقية ومدير تحرير دورية آفاق أفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات، إن رئاسة مصر الدورية للاتحاد الأفريقي في دورته الجديدة، بمثابة تتويج لجهد السنوات الأخيرة في العمل الأفريقي، ولجهد مصر التاريخي أيضًا مع أفريقيا، واستكمالًا للدور التنموي والسياسي الذي تقوم به مصر مع القارة، وهي الرئاسة الرابعة لمصر للاتحاد الأفريقي. وأضاف «قرني» ل«المصري اليوم»، أن الرئاسة المصرية للاتحاد تأتي في توقيت هام ودقيق نظرًا للتطورات في القارة الأفريقية، وعلاقات مصر مع بلدان القارة، ويجب أن يتم النظر إلى هذا الحدث بمنظور مختلف يواكب التطورات السياسية والاقتصادية التي تمر بها، باعتبار أن هذه المرحلة الهامة التي تمر بها القارة مرحلة مختلفة عن أي مرحلة سابقة أخرى، خاصة أن القارة أصبح لديها مكانة استراتيجيه على المستوى العالمي، ولديها 10 شراكات مع قوى دولية وإقليمية، فضلًا عن الثورات الطبيعية الضخمة التي تتمتع بها مما تؤهلها من أكثر القارات جذبًا للاستثمارات. وأشار خبير الشؤون الإفريقية ومدير تحرير دورية آفاق أفريقية بالهيئة العامة للاستعلامات إلى أن القارة لديها أجندة 2063، وهي خطة تنموية طموحة بعيدة المدى، وأكد أن رئاسة مصر للاتحاد سيكن لها رؤية مختلفة تمامًا عن الرؤى المصرية خلال فترات الرئاسة السابقة، وأشار إلى أن الرئاسة المصرية للاتحاد ستكون متكاملة بأجندة الاتحاد بالتعاون بين مصر والدول الأفريقية والمفوضية، أي أن مصر ستتحرك داخل القارة بأجندة 2063. من جانبه، قال الدكتور أيمن شبانة، نائب مدير مركز دراسات حوض النيل بجامعة القاهرة، إن أهم المكاسب السياسية التي تحققها مصر من خلال رئاستها للاتحاد الأفريقي، أبرزها التأكيد على أن مصر دولة مستقرة سياسيًا وأمنيًا وقادرة على قيادة القارة. وأضاف شبانة في تصريحات ل«المصري اليوم»، أن المكاسب السياسية خلال عام 2019 متعددة لغاية، مثل «تحسين الصورة القومية للدولة وتعزيز مكانتها في القارة الأم كدولة رائدة في التكامل الإقليمي والدولي، دعم مصر لترشيحها لتولي مناصب قيادية في المحافل الدولية للتحدث باسم قارة أفريقيا، خلق قنوات اتصال ضخمة وقوية والتحدث بلسان حال أفضل فيما يتعلق بملف سد النهضة على المستوى القاري، التأكيد على قوة مصر في الدخول في مفاوضات لدعم استقرار القارة، منع التدخل الأجنبي في القارة عن طريق دعم وحدات الانتشار السريع في أفريقيا، وأخيرًا التأكيد على عودة مصر إلى دورها الريادي في القارة». وتابع أن الرئاسة المصرية ستحصد أيضًا مكاسب اقتصادية هامة، أبرزها «تعزيز مكانة مصر السياحية، وتعزيز وضع التصنيف الائتماني المصري». وقالت الدكتورة أماني الطويل، مدير البرنامج الإفريقي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي سيؤهل مصر لتكون أكثر إلمامًا بالذهنية الأفريقية، خاصة فيما يتعلق بتحديات القارة ما يجعلها تطرح الرؤى الخاصة بها في أفريقيا، خاصة فيما يتعلق بملف الإصلاح المؤسسي للاتحاد، فضلًا عن الشراكات والتعاون الثنائي والجماعي مع دول القارة في مشروعات البنية التحتية والطاقة وربط القارة ببعضها البعض. وأضافت «الطويل» في تصريحات ل«المصري اليوم»، أن مصر تولي اهتمامًا كبيرًا بملف مكافحة الإرهاب في القارة من شرقها إلى غربها، ونقل خبرات مصر الفنية على المستوى الأمني والعسكري إلى البلدان الأفريقية، كما ركزت على دعم الدول التي انتهت بها الحروب لإعادة إعمارها، ما يدل على أن مصر تخوض حربًا شرسة ضد الإرهاب في دول القارة وتعمل على بناء وتنمية الدول وإعمارها بعد تحقيق الاستقرار بها«.
