«البنتاجون» تعتزم إرسال قوات إضافية لسوريا

كشفت مصادر بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أن الوزارة تعتزم إرسال قوات إضافية إلى سوريا من أجل تأمين عمليات انسحاب القوات الأمريكية من البلاد، بعد حوالى شهر من إعلان الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، قراره بسحب تلك القوات. و لم تكشف المصادر الأمريكية، بحسب ما نقلت عنها قناة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية، عن الموقع الذى سترسل إليه هذه القوات الإضافية أو عن العدد الذى تم إرساله، ولفتت إلى أنها على الأغلب من قوات المشاة وستتمثل مهامها بالمساعدة بتأمين القوات والمعدات على الأرض خلال عمليات نقلها، وأوضحت القناة أن إرسال القوات بسبب الخوف على القوات الأخرى المنسحبة من تهديدات تنظيم «داعش» وقوات النظام السورى والميليشيات المدعومة من إيران، وأكدت «سى.إن.إن» أن قرار «البنتاجون» جاء بعد إعلان «داعش» مسؤوليته عن التفجير الانتحارى الذى أودى بحياة 4 أمريكيين بالإضافة إلى 10 آخرين فى مدينة منبج السورية، الأسبوع الماضى.
فى سياق متصل، اعتبر الرئيس الروسى، فلاديمير بوتن، فى قمته بموسكو، مع نظيره التركى، رجب طيب أردوغان، أن تطبيق الانسحاب الأمريكى فى سوريا أمر إيجابى، لاستقرار الأوضاع هناك، وقال بوتين: «ناقشنا مع الجانب التركى اتخاذ خطوات إضافية بشأن إدلب وعدم الاستخفاف بالإرهابيين»، وأضاف: «يجب ألا يكون الحفاظ على وقف إطلاق النار على حساب محاربة الإرهابيين، التى يجب مواصلتها»، وقال: «نؤيد إقامة الحوار بين دمشق وممثلى الأكراد، لأن هذا سيسهم فى توحيد المجتمع السورى والمصالحة الوطنية، وسيكون مفيدا ليس بالنسبة لسوريا فحسب، بل لجميع دول الجوار»، وأكد استعداد موسكو لعقد قمة ثلاثية تجمع روسيا وإيران وتركيا بشأن سوريا، وشدد على ضرورة العمل على توفير الظروف المناسبة لعودة اللاجئين إلى بلدهم، وقال أردوغان إن تركيا لن تسمح بأن يترك الانسحاب الأمريكى من الشمال السورى فراغا يستغله «الإرهابيون»، على حد وصفه.
وفى أنقرة، قال وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، أمس، إن تركيا يمكن أن تقيم بمفردها «منطقة آمنة» فى سوريا فى وقت تخطط واشنطن لسحب قواتها، وقال: «يمكننا إقامة هذه المنطقة الآمنة ونتخذ الإجراءات الضرورية». وتعتزم تركيا إقامة منطقة على مسافة 32 كيلو مترا لإبقاء وحدات حماية الشعب الكردية بعيدة عن حدودها، وتعتبر الولايات المتحدة وحدات حماية الشعب قوة برية فاعلة فى الحرب ضد تنظيم «داعش»، لكن تركيا تقول إنها على صلة بحزب العمال الكردستانى المحظور والذى تصنفه أنقرة وواشنطن «مجموعة إرهابية»، وتهدد تركيا منذ أشهر بشن عملية فى شمال سوريا لطرد المقاتلين الأكراد السوريين.
غير أن أنقرة جمّدت خططها بعد إعلان ترامب بشكل مفاجئ فى ديسمبر الماضى، قرار سحب الجنود البالغ عددهم نحو 2000 جندى، وهو ما رحبت به الحكومة التركية.
فى غضون ذلك، قالت المفوضية الأوروبية، أمس، إن الرئيس السورى بشار الأسد أوقف إصدار تأشيرات خاصة لدخول دبلوماسيى الاتحاد الأوروبى إلى دمشق، وقالت متحدثة باسم المفوضية فى بيان، «أوقف النظام السورى، منح تأشيرات الدخول المتعدد»، وتابعت: «نواصل بصفتنا الاتحاد الأوروبى بذل كل ما فى وسعنا لتجنب أن يؤثر هذا على العمل المهم الذى نقوم به على الأرض»، وقال دبلوماسيون من الاتحاد الأوروبى إن التصريح الخاص لاستخدام تأشيرات الدخول المتعدد ألغى فى بداية يناير الجارى، دون تفسير من الحكومة السورية، مما يعقد جهود توزيع مساعدات إنسانية على ضحايا الحرب الأهلية.