لن تصدق أن المهندس مصطفى مدبولى يغضب أحياناً.. ولن تصدق أنه يهدد المقاولين المنفذين للمشروعات الكبرى.. ولن تصدق أنه يمكن أن يظهر «العين الحمرا» أيضاً.. بالأمس كان فى العاصمة الإدارية يتفقد بعض الأعمال فى «النهر الأخضر».. ثم توجه إلى مدينة الروبيكى، وقال للمسؤولين هناك «أمامكم ثلاثة أشهر لإنهاء المشروع، ولو محصلش كله هيمشى»! وعن نفسى لم أكن أصدق هذه اللهجة من رئيس الوزراء.. ولكن هذا هو الجانب القوى فى شخصية المهندس مدبولى.. فهو أيضاً يجد من يحاسبه.. لو لم يكن الرئيس يحاسبه ما خرج، أمس، فى يوم عاصف يرتدى البالطو الأسود الثقيل، ويزور العاصمة الإدارية.. الرئيس السيسى يحب «مدبولى» وهذا صحيح، لكن أى تأخير سوف يدفع «ثمنه» رئيس الوزراء فوراً! ولو كنت مكان رئيس الوزراء، كنت هاشتغل من المكتب حتى تمر أيام العواصف الترابية.. وكنت أتحجج بأننى لدى بعض الأعمال.. مدبولى لا يعرف هذه الحجج.. استطاع أن يقدم عملاً كبيراً، فأنجز مئات الآلاف من الشقق.. غير خريطة مصر مع الهيئة الهندسية.. الرئيس لا يعرف الذين يتحججون.. هو نفسه يخرج مع أول ضوء يتفقد المشروعات الكبرى بنفسه! المنفذون للمشروعات يعرفون أن رئيس الوزراء من الممكن أن يفاجئهم فى يوم عاصف.. ويعرفون أن الرئيس يمكن أن يفاجئهم أى يوم فجراً.. يعرفون ذلك.. وحين يزور أى موقع يجد المسؤولين عنه فى انتظاره.. هكذا يعمل الرئيس وفريق العمل معه.. لا ننكر هذا.. لا يمكن أن يشكك أحد.. مصر فى 2011 غيرها فى 2019.. أصبحت حاجة تانية! إنها «العين الحمراء» التى يظهرها الرئيس فى كل مناسبة، يبحث فيها عن حق الناس وحق الدولة.. يتابع بنفسه التفاصيل.. يلتقى بالوزراء والمحافظين.. بدأ مؤخراً سلسلة لقاءاته بالمحافظين.. يحاسب على المدارس والمستشفيات ومحطات الكهرباء.. بدأ بالوادى الجديد.. ليس هناك مكان لا تطاله يدُ الرئيس الآن.. استوعب المحافظون الدرس، وذاكروا ال«هوم وورك»! أما أخطر تهديد قاله رئيس الوزراء، فهو أنه سوف يرسل الفريق المعاون ليلاً، للتأكد من سير العمل، ولم يقف عند هذا الحد، ولكنه قال: اسألوا عنى!.. إذن أنت أمام رجال يعرفون أنهم فى مرحلة بناء.. لا وقت ليضيعوه.. وأتمنى أن يعمل رئيس الوزراء فى بناء المصانع، وأن يتولى الإشراف عليها، لتشغيل الشباب.. نستطيع أن نبنى ألف مصنع بنفس الهمة! فمن كان يصدق أن رئيس الوزراء يهدد ويتوعد ويظهر «العين الحمرا»؟.. ومن كان يصدق أن يكون الرئيس بهذه الشدة، وهو الذى قال «المصريين لم يجدوا من يحنو عليهم»؟.. إنه السيسى الذى لا يعرف التراخى ولا الطبطبة.. «الحنان لا يعنى الدلع ولا الضحك على المواطن».
