توجهت أنظار علماء الفلك والأثريين، صباح اليوم الأحد، إلى معبدالملكة حتشبسوت، بجبل القرنة غرب الأقصر، حيث تعامدت الشمس على قدس أقداس المعبد، وأضاءت اللوحة التي تمثل إله الشمس، والتي نقشت على شكل قرص شمس مجنح، وجاء التعامد في مناسبة احتفالات قدماء المصريين بعيد الإله حورس إله السماء. وتأتي تلك الظاهرة ضمن سبعة عشر ظاهرة فلكية، تشهدها معابد قدماء المصريين في الجيزةوالأقصروأسوان والوادي الجديد وقنا، وتمكن من رصدها فريق بحثي مصري برئاسة الدكتور أحمد عوض، وعضوية الباحثان أيمن أبوزيد والطيب محمود. وقال الدكتور أحمد عوض، الباحث المتخصص في رصد الظواهر الفلكية بمعابد مصر القديمة، إن فريقه نجح خلال ثلاث سنوات مضت وبموافقة من اللجنة الدائمة بالمجلس الأعلى للآثار من رصد ظواهر تعامد الشمس على سبعة عشر من المعابد والمقاصير المنتشرة في خمس محافظات، موضحاً أن عملية التمام التي تم توثيقها استمرت لأكثر من 20 دقيقة، لافتاً إلى أن تعامد أشعة الشمس على قدس أقداس معبدالملكة حتشبسوت، هو الحدث الفلكي السابع عشر، الذي تمكن الفريق من رصده وتوثيقه داخل 9 معابد مصرية، من بين 14 معبدا قديما يشهد ظواهر فلكية فرعونية. وكشف «عوض» عن أن معابد الكرنك الفرعونية الشهيرة، ستشهد يوم 21 من شهر ديسمبر الجاري، تعامدا مماثلا على قدس أقداس الإله آمون، داخل المعابد، وسط احتفالات ضخمة وبحضور آلاف الزوار، وذلك على غرار الاحتفالات السنوية، بتعامد الشمس على قدس أقداس معبدأبوسمبل جنوبي أسوان. فيما قال أيمن أبوزيد رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، المشاركة بمشروع رصد الظواهر الفلكية المصرية القديمة، إن الأقصر وحدها تشهد ثمانية أحداث لتعامد الشمس على معابدها، وأن أبرزها هو تعامد الشمس على معبدالكرنك، وأن جمعيته تسعى بالتنسيق مع المؤسسات السياحية ومحافظة الأقصر، لتسويق تلك الأحداث والظواهر الفلكية، ووضها على الأجندة السياحية لمحافظة الأقصر، بجانب السعي لتشجيع ما يسمى بسياحة الفلك بمختلف المحافظات التي تشهدها معابدها القديمة ظواهر فلكية، وذلك أسوة بما يتم خلال ظاهرة تعامد الشمس على معبدأبوسمبل، مشيرا إلى أن الفراعنة، سبقوا شعوب العالم في معرفة علوم الفلك والهندسة.
