بعد إعلان سعد الكعبي، وزير الطاقة القطري، اليوم الاثنين، انسحاب قطر من منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك»، اعتبارا من يناير 2019، بعد ما يقرب من 60 عاما من عضويتها، التي بدأت في عام 1961، تصبح قطر أول دولة في الشرق الأوسط تنسحب من منظمة البترول العالمية «أوبك». وتعرضت قطر لمقاطعة سياسية واقتصادية فرضتها في يونيو 2017، المملكة العربية السعودية، أكبر عضو في منظمة أوبك، وزعيمها الفعلي، وثلاث دول عربية أخرى، هي مصر والإمارات العربية المتحدة والبحرين، وفرضوا حظراً على التجارة والسفر على قطر، بسبب دعمها للإرهاب. وبحسب صحيفة «جارديان» البريطانية، قال سعد الكعبي، وزير الطاقة القطري، إن «القرار لم يكن مرتبطا بالمقاطعة السياسية والاقتصادية». وأكد «الكعبي» أن قرار انسحاب قطر جاء بعد مراجعة سبل تحسين الدور الدولي والاستراتيجية طويلة الأجل، وأن قطر ترى أن من المهم التركيز على السلعة الأولية التي تبيعها وهي الغاز الطبيعي، قائلا إن «تأثير قطر على قرارات إنتاج نفط أوبك محدود، وستواصل الالتزام بجميع التعهدات مثل أي دولة خارج أوبك»، وفق تصريحاته ل«رويترز». وحجم إنتاج قطر لا يتجاوز 600 ألف برميل يوميا، مقارنة مع 11 مليون برميل يوميا تنتجها السعودية أكبر منتج للنفط في العالم، وأكبر مصدر في العالم. وذكر موقع «فرانس 24» أن «الكعبي» قال إن «هذا القرار يعكس رغبة دولة قطر بتركيز جهودها على تنمية وتطوير صناعة الغاز الطبيعي، وعلى تنفيذ الخطط التي تم إعلانها مؤخراً لزيادة إنتاج الدولة من الغاز الطبيعي المسال من 77 إلى 110 ملايين طن سنويا». وأضاف الموقع أنه «في 5 يوليو 2017، أعلنت قطر عزمها على زيادة إنتاجها من الغاز في حقل الشمال بنسبة 30% من 77 إلى 100 مليون طن سنويا في خضم أزمة مع جيرانها الخليجيين». وأكد روبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة قمر للطاقة، وهي شركة استشارية مقرها في دبي، في تصريحات نقلتها «سي إن إن»، أن قطر هي منتج صغير إلى حد ما، لم تكن تحقق الكثير، لذا فهي ليست مهمة في حد ذاتها، وتابع: «لكنها خيبة أمل لأوبك، لأنهم كانوا يحاولون جذب الأعضاء». وتوسعت منظمة أوبك في أفريقيا، حيث انضمت الكونغو وغينيا الاستوائية في الآونة الأخيرة. وقالت أمريتا سين، كبيرة محللي النفط في شركة «Energy Aspects» الاستشارية، في تصريحات ل«سي إن إن» إن «انسحاب قطر لا يؤثر على قدرة وفاعلية الأوبك، حيث إن قطر كانت لاعباً صغيراً جداً». وارتفعت أسعار النفط نحو 5%، اليوم الاثنين، بعد أن وافقت الولاياتالمتحدة والصين على هدنة لمدة 90 يوما في حربهما التجارية، لكن خام برنت لا يزال يتداول عند 62 دولارا للبرميل أي أقل بكثير من 86 دولارا للبرميل في أكتوبر.
