اختتم أسبوع القاهرة للمياه، أمس الخميس، فعالياته التي استمرت خمسة أيام متواصلة لبحث قضايا المياه وأزماتها على مستوى العالم وخاصة دول العالم الثالث، التي تعاني من أزمات المياه ونقص حصة الفرد فيها، حيث تناولت فعاليات المؤتمر العديد من الأنشطة والجلسات والمنتديات. وكانت أبرز الفعاليات جلسة بعنوان «تعاون الاتحاد الأوروبي مصر في مجال المياه»، بحضور سفير الاتحاد الأوروبي إيفان سوركوش وسفيري ألمانياوإيطاليا واتحاد منظمات الأعمال المصرية الأوروبية، الذين قدموا للحاضرين برامج مساهمة دولهم لدعم قطاع المياه في مصر ضمن خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030 والخطة القومية للموارد المائية 2037، ودور شركاء التنمية في استدامة القطاع وإصلاحه. بدأ سوركوش كلمته بتأكيد اهتمام الاتحاد الأوروبي بقطاع المياه في مصر وذلك بسبب الزيادة السكانية التي أضرت بالمواطنين، ولفت إلى أنه طبقا لدراسة نشرتها BBC في فبراير من هذا العام ان القاهرة واحدة من 11 مدينة حول العالم التي ستنعدم فيها مياه صالحة للشرب وهذا يعود لعدم وجود معالجة للمياه، وفى عام 2017 أعلن مصطفى مدبولي وزير الاسكان في مصر ورئيس الوزراء حاليا ان الدولة دخلت في نطاق فقر المياه، وان حصة المياه لكل شخص انخفضت إلى 700متر مكعب بمقارنة بالحصة العالمية بان لكل شخص 1000متر مكعب. وأضاف ساركوش لهذه الأسباب كان الاتحاد الأوروبي أول الداعمين لهذا القطاع لذا قد منح مصر 450 مليون يورو خلال العشر سنوات الماضية لإقامة مشاريع متنوعة مرتبطة بالمياه بينما 10٪ من المبلغ خصص لاستثمار بناء البنية التحتية للصرف الصحى، ويأتي هذا بالتزام الاتحاد الأوروبي بدعم الادارة المستدامة في مصر من خلال اقامة مشاريع تنموية. كما أشاد بالتعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال المياه من خلال برامج عديدة تغطى 12 محافظة مصرية سينتج عنها تحسين حياة ثلث سكانها وهم حوالى اثنى عشر وخمسمائة مليون مصرى يعانون من النقص المياه الشديد. وقال سوركوش، في تصريحات خاصة، إن لدى الاتحاد الأوروبي في مصر الآن برنامج مكثف للعمل على تجديد وتشغيل بعض المحطات الموجودة لمعالجة المياه وأيضا القيام بتمويل بناء محطات أخرى جديدة يصل عددها إلى 120محطة. جهود من ألمانياوإيطاليا وخلال الجلسة تحدث جيامباولو كانتينى سفير إيطاليابالقاهرة، عن برنامجى تتبناه بلاده بالمشاركة مع وزارة الموارد المائية والرى المصرية، الاول Eu water stars وهو على شكل منحة بقيمة 5 مليون يورو لمدة 30 شهر، أما البرنامج الثانى EU water in Egypt فمن المقرر إطلاقه قريبا بميزانيه تصل إلى 120 مليون يورو خلال 3 سنوات. وأكد جيامباولو أن كلا البرنامجين يهدف إلى تعزيز المهارات الإدارية والفنية لتحقيق الإصلاحات المطلوبة لتنفيذ الأمن المائى حسب خطة التنمية المستدامة المصرية .2030 كذلك أبدى يوليوس جيورج لوى سفير ألمانيابالقاهرة، التزام بلاده تجاه مصر لتحسين احوالها المتدهورة في مجال المياه، حيث أكد أن المياه ليست مسألة تحقيق حياة أفضل للمواطن المصرى بل هي مسألة نجاه، لذا قد قررنا ان ينصب اهتمامنا في التعاون الإقتصادى في هذا المجال على مختلف المستويات، حيث دعمنا مصر بمبلغ 700 مليون يورو منها 311 يورو للمشروع الضخم وهو قناطر أسيوط الجديدة والذي يمد خمس محافظات بمياه الرى وهم أسيوط، الجيزة، بنى سويف، المنيا والفيوم. وتعد قناطر أسيوط الجديدة أكبر مشروع مائى على نهر النيل حتى الان، فهي بديل عن قناطر أسيوط القديمة التي تم بناءها عام 1898،التي تمتد على مساحة مليون وستمائة الف فدان. برنامج تنموي جديد وأكد سوركوش رئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في القاهرة ان مصر مازال أمامها طريق طويل لتحسين أحوالها لانها تحتاج إلى 45 بليون يورو لسد احتياجاتها، مضيفا: «إننا في أمس الحاجة لان نتفق على خطة فعالة لحل الأزمة المتصاعدة لتحقيق أهداف مصر الاقتصادية، وذلك من خلال تضافر جهود القطاع الخاص والمستثمرين والمنظمات الاقتصادية الدولية». وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي اتخذ الخطوة الأولى لجمع المؤسسات العامة والخاصة لإنشاء شراكة ناجحة، وذلك من خلال إطلاق الخطة الأوروبية للاستثمار الخارجى والصندوق الأوروبي المستدام للتنمية. وختم سوركوش، تصريحاته الخاصة، بان هناك برنامج تنموي سيظهر للضوء في مصر قريبا يقدر بحوالي 100 مليون يورو سينفذ حتى نهاية 2020، ويهدف لتغطية جميع جوانب قطاع المياه بما فيها البنية التحتية، والتدريب والأنظمة الفنية، مضيفا: «لدينا حاليا إطار العمل بالبرنامج من حيث التوقيت والميزانية والأهداف المتوقعة، ولكن ليس لدينا بعد التفاصيل الفنية، وجارى حاليا البحث عن شركاء قادرون على المساهمة في تنفيذ هذا البرنامج، الذي يطرح رؤيتنا تجاه أهمية المياه في مصر».