«أمراض العيون»: نعانى من فوضى الاستخدام.. وعدد المرضى يتزايد

على كورنيش النيل، ارتصت 3 مبان ضخمة، وتحديدا عند بداية شارع البحر الأعظم، وهى المعهد التذكارى لأمراض العيون، والمركز القومى للبحوث، بالإضافة إلى مبنى ضخم لمستشفى الرمد التابع للمركز القومى للعيون، وقد امتلأت المبانى الثلاثة بالزائرين من كبار وصغار السن، يبحثون عن علاج لعيونهم بعد أن هاجمها التعب والمرض.
الدكتور محمد صلاح الدين زعتر مدير المعهد التذكارى لأمراض الرمد، يؤكد تزايد حالات المرضى من محبى ارتداء العدسات اللاصقة الملونة.
يقول زعتر: هناك تزايد فى أعداد مرضى سوء استخدام العدسات اللاصقة، من المترددين على العيادات الخارجية بالمستشفى التابع للمعهد، لكن لا توجد إحصائية محددة بأعدادهم. مؤكدا أن هناك فوضى كبيرة فى استخدام العدسات اللاصقة.
وأضاف: مصر هى البلد الوحيد الذى تباع فيه العدسات بالمحلات ومراكز التجميل، على الرغم من وجود أكثر من توصية من الجمعية الرمدية المصرية، بعدم بيعها إلا من خلال طبيب العيون، لكن بدون استجابة.
وتابع: يجب على كل إنسان أن يحافظ على بصره، وعدم الجرى وراء الموضة، أو حتى العلاج الخاطئ، فهناك حالات لا ينفع معها ارتداء العدسات حتى وان كانت طبية.، لافتا إلى وجود مواصفات خاصة يجب مراعاتها، عند ارتداء العدسة، وهى نوعها، ومقاسها.
وأكد أن سوء استخدام العدسات اللاصقة يؤدى إلى الإصابة بالقرح الصديدية، وهو ما يحتاج معه إلى إجراء جراحة ترقيع قرنية، قد تنجح، أو تفشل ويفقد الانسان بصره تماما، لافتا إلى وجود نقص كبير فى قطرات العين، الامر الذى يجعل هناك صعوبة فى علاج بعض أنواع البكتيريا التى تهاجم العيون نتيجة ارتداء العدسات.
وقال: «لدينا فوضى فى سوق العدسات اللاصقة، فبيع العدسات فى مصر لا علاقة له بالعلم أو المنطق، فالعدسات يتم تأجيرها فى الكوافيرات، وتباع فى المحلات، ومحاليل التعقيم موجودة على الأرصفة، وتكون مجهولة الهوية أو منتهية الصلاحية، وبعضها بدون مصدر، حيث يتم إعادة تعبئة زجاجتها، فى الوقت الذى يجب أن يكون الحصول على العدسة والتعامل معها بإشراف طبى كامل، لأن العين عضو حساس جدا».
وتابع: «العدسات اللاصقة المعقمة والمعلومة الهوية، لابد أن يكون استخدامها صحيحا، ووفقا لقواعد محددة، حتى لا تصبح كارثة، فلابد أولا من الالتزام بمدتها، فهناك عدسات يومية وأخرى شهرية وثالثة سنوية، لكل منها مدته، وفى كل الأنواع، ممنوع تماما ارتداؤها خلال النوم، لأن القرنية هى الجزء الوحيد من جسم الانسان الذى لا يتغذى بالدم، وإنما تتغذى بنسة 70% على أكسجين الهواء، وفى حالة النوم بالعدسة، يتم حجب التنفس عنها».
وأضاف: «عند ارتداء العدسة غير المناسبة، فإنها تمنع الهواء عن القرنية، فتصاب العين بالاحمرار، وتظهر خطوط حمراء، ناتجة عن إصابة الاوعية الدموية، ثم تصاب العين بقرحة القرنية، وتصاب القرنية بالالتهابات والميكروبات التى قد تصل بها إلى العمى».
ورفض د. زعتر تقديم أى نصائح لمحبى العدسات اللاصقة، من الباحثين عنها بأرخص سعر، مؤكدا «ممنوع شراء العدسات من الشارع أو مراكز التجميل، وممنوع المحاليل المجهولة، وعلى الجهات المختصة أن تراعى فى قوانينها أن يكون التعامل مع جسم الإنسان تعاملا طبيا لا تجاريا».