«مرجيحة الموت»

«هل يمكن أن يتحول اللعب عند بعض الأسر إلى كابوس، ويتحول (حبل غسيل) يُستخدم كمرجيحة إلى قاتل يحصد الأرواح بلا رحمة؟».
هذا ما حدث بالفعل، فى يوم واحد بالجيزة وبنى سويف.. عندما تسببت «المرجيحة» فى كلا الحادثين، فى قتل طفلين فى عمر الزهور. «بعد التفاف الحبل أثناء لهو الطفلين على رقبتيهما ووفاتهما فى الحال».. ليتم إخطار النيابة وتتولى التحقيق، مصرحة بالدفن عقب العرض على الطب الشرعى لبيان سبب الوفاة. شهدت محافظتا الجيزة وبنى سويف واقعتين تدميان القلوب، البطل فى الواقعتين هو حبل الغسيل، والضحية طفلان يلعبان، والنتيجة واحدة: حالة من الحزن تعيشها أسرتا الطفلين، فأحدهما يبلغ من العمر 11 عاما والثانية 10 سنوات، صنع الطفلان من حبل الغسيل أرجوحة، فى بيوت تبعد بالطبع عن الأندية والمتنزهات كثيرا، ما جعل الأطفال يتحايلون على الواقع بصنع الألعاب والتأرجح فى البيوت من أجل التسلية، وأثناء اللهو سقط الطفلان من على الأرجوحة فالتف الحبل على رقبتيهما وحدثت الوفاة.
الواقعة الأولى دارت أحداثها فى بنى سويف، لم تكن تعلم الطفلة «منار»، 10 سنوات، أنها عندما شرعت فى عمل أرجوحة للهو بها وسط ريف بنى سويف أنها إنما كانت تصنع آله قتلها، أخذت الطفلة حبلا يستخدمه والدها فى ربط الماشية أو جرها وربطته على لوح خشبى وصنعت منه أرجوحة، كانت بمثابة حبل المشنقة لها، لتوقف ضحكتها للأبد تاركة للأسرة وجع الفراق وحسرة على طفولة لم تحقق حتى حلم اللعب «دون قلق». وتم إخطار اللواء جرير مصطفى، مدير أمن بنى سويف، بالواقعة وإخطرت النيابة.
وفى العياط، لقى طفل مصرعه أثناء لهوه بالمرجيحة داخل مسكنه، وانتقلت القيادات الأمنية لمعاينة الحادث بعد تلقيهم بلاغا من الأسرة، وتبين من المعاينة تعرض الصغير، 11 عاما، للخنق بواسطة حبل المرجيحة.