على مائدة إفطار.. البابا تواضروس يلتقي أحبار الكنيسة في دير السريان (صور)    «يأتي حاملًا البهجة والأمل».. انتصار السيسي تهنئ الشعب المصري ب«شم النسيم»    زيادة قوائم المُحكمين.. تحديث النظام الإلكتروني لترقية أعضاء هيئة التدريس    جامعة أسيوط تنظيم أول مسابقة للتحكيم الصوري باللغة الإنجليزية على مستوى جامعات الصعيد (AUMT) 2024    محافظ الغربية يتابع استمرار الأعمال بمشروع محطة إنتاج البيض بكفر الشيخ سليم    رئيس حزب الاتحاد: تعاون حمدين صباحي مع ميلشيات حزب الله خروج على الثوابت الوطنية ويصل لحد العمالة    «شعبة الدواجن»: لدينا وفرة في المنتجات.. ونتوقع استقرار الأسعار قريبا    الري: توافد المواطنين على القناطر الخيرية للاحتفال بشم النسيم - صور    إطلاق المنظومة الإلكترونية لطلبات التصالح في مخالفات البناء غدا    صوامع الشرقية تستقبل 445 ألف طن قمح في موسم الحصاد    «التنمية المحلية»: مبادرة «صوتك مسموع» تلقت 798 ألف شكوى منذ انطلاقها    تراجع كبير في أسعار الحديد اليوم الاثنين 6-5-2024    ماكرون يطالب نتنياهو بعدم اقتحام رفح الفلسطينية وإدخال المساعدات إلى غزة    الرئاسة الفلسطينية: نحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية السياسات الإسرائيلية الخطيرة    المفوضية الأوروبية: نعوّل على الصين للتأثير على روسيا للحد من تهديداتها النووية    بمناسبة عيد ميلاده.. كوريا الشمالية تدعم الزعيم كيم جونج أون بقسم الولاء    أزمة تواجه الترجي في تونس قبل مواجهة الأهلي بدوري الأبطال.. ماذا سيحدث؟    "ده قرار نهائي".. خالد مرتجي يفجر مفاجأة بشأن عودة لاعبة الزمالك للأهلي    «الرياضة» تستعد لإطلاق 7 معسكرات شبابية جديدة في مختلف أنحاء الجمهورية    إنجاز من ذهب.. زياد السيسي يتربع على عرش الجائزة الكبرى لسلاح السيف    طارق العشرى يُخطط لمفاجأة الأهلي في مواجهة الثلاثاء    أمن القليوبية يضبط حشيش في العبور بقيمة 3,5 مليون جنيه    «الداخلية»: 4 متهمين وراء مقتل «مسن الوادي الجديد» بسبب خلافات مالية    بالصور.. البيض الملون والفسيخ على موائد المنتجعات السياحية بشرم الشيخ    النادي الاجتماعي بالغردقة يستقبل 9 آلاف زائر خلال شم النسيم والاستعانة ب 25 منقذًا    فنانون عادوا للساحة الفنية بعد غياب سنوات.. آخرهم يوري مرقدي    إيرادات علي ربيع تتراجع في دور العرض.. تعرف على إيرادات فيلم ع الماشي    "كبير عائلة ياسين مع السلامة".. رانيا محمود ياسين تنعى شقيق والدها    لماذا يتناول المصريون السمك المملح والبصل في شم النسيم؟.. أسباب أحدها عقائدي    في ذكرى ميلادها.. محطات فنية بحياة ماجدة الصباحي (فيديو)    وسيم السيسي: قصة انشقاق البحر الأحمر المنسوبة لسيدنا موسى غير صحيحة    معهد أمراض العيون: استقبال أكثر من 31 ألف مريض وإجراء 7955 عملية خلال 2023    بالليمون والعيش المحمص.. طريقة عمل فتة الرنجة مع الشيف سارة سمير    هل أنت مدمن سكريات؟- 7 مشروبات تساعدك على التعافي    8 نصائح لتجنب مخاطر الرنجة والفسيخ على الصحة    التعليم تختتم بطولة الجمهورية للمدارس للألعاب الجماعية    استشاري تغذية ينصح بتناول الفسيخ والرنجة لهذه الأسباب    إصابة أب ونجله في مشاجرة بالشرقية    فنان العرب في أزمة.. قصة إصابة محمد عبده بمرض السرطان وتلقيه العلاج بفرنسا    مقتل 6 أشخاص في هجوم بطائرة مسيرة أوكرانية على منطقة بيلجورود الروسية    إزالة 9 حالات تعد على الأراضي الزراعية بمركز سمسطا في بني سويف    فشل في حمايتنا.. متظاهر يطالب باستقالة نتنياهو خلال مراسم إكليل المحرقة| فيديو    مفاجأة عاجلة.. الأهلي يتفق مع النجم التونسي على الرحيل بنهاية الموسم الجاري    موعد عيد الأضحى لعام 2024: تحديدات الفلك والأهمية الدينية    ولو بكلمة أو نظرة.. الإفتاء: السخرية من الغير والإيذاء محرّم شرعًا    تعرف على أسعار البيض اليوم الاثنين بشم النسيم (موقع رسمي)    قصر في الجنة لمن واظب على النوافل.. اعرف شروط الحصول على هذا الجزاء العظيم    رئيس لجنة الدينية بمجلس النواب: طلب المدد من ال البيت أمر شرعي    الأوقاف تحدد رابط للإبلاغ عن مخالفات صناديق التبرعات في المساجد    "احنا مش بتوع كونفدرالية".. ميدو يفتح النار على جوميز ويطالبه بارتداء قناع السويسري    مفاضلة بين زيزو وعاشور وعبد المنعم.. من ينضم في القائمة النهائية للأولمبياد من الثلاثي؟    الدخول ب5 جنيه.. استعدادات حديقة الأسماك لاستقبال المواطنين في يوم شم النسيم    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاثنين 6-5-2024    دقة 50 ميجابيكسل.. فيفو تطلق هاتفها الذكي iQOO Z9 Turbo الجديد    مع قرب اجتياحها.. الاحتلال الإسرائيلي ينشر خريطة إخلاء أحياء رفح    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    استشهاد طفلان وسيدتان جراء قصف إسرائيلي استهدف منزلًا في حي الجنينة شرق رفح    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيرة فى صورة: فى ذكرى رحيل «الخال»
نشر في المصري اليوم يوم 13 - 04 - 2018

يظل الشاعر الكبير الخال عبدالرحمن الأبنودى شاهداً على فترة طويلة من تاريخ مصر منذ ثورة يوليو 1952 حتى يومنا هذا، ولكنه كان شاهداً فاعلاً مشاركاً وموثقاً بنصه الشعرى جملة من أهم المنعطفات التاريخية والوطنية التى مرت بها مصر من قيام ثورة يوليو إلى تأميم القناة إلى بناء السد العالى من خلال سيرة شعرية جنوبية لأحد بناة السد، وهو حراجى القط، إلى النكسة، حيث أكد شعريا على قدرة مصر على تجاوزها بقوله «أبدا بلدنا للنهار» كما عايش حرب الاستنزاف بشكل يومى، وقدمها فى وجوه على الشط، وكثيرا ما بشر بقدوم فجر مصرى جديد، بعد فترات حالكة مرت بها مصر. وحين قامت ثورة 25 يناير كان الصوت الأبرز فى غياب النخبة المثقفة، ووثق شعريا لمجرياتها وانعطافاتها وما مرت به، وبشر باجتياز مصر ما تواجهه من أزمات.
يعتبر الأبنودى الضمير الشعبى الذى وثق للتراث الملحمى، من خلال السيرة الهلالية وفى يوم 21 إبريل القادم يكون قد مر على رحيل الخال ثلاث سنوات غير أن سيرته تظل متجددة وإبداعه أيضاً.
■ ■ ■
فى الحادى عشر من إبريل عام 1938 شهد دوار المأذون محمود الأبنودى بقرية أبنود الصغيرة بمحافظة قنا مولد طفل أسمر نحيل، لم يكن محمود أو فاطمة يعلمان أن هذا ال«عبدالرحمن» سيكون أشهر شعراء العامية فى العالم العربى. فاطمة قنديل أو «فاطنة» كما يناجيها فى شعره كانت سجلاً لكل أشعار القرية وطقوسها، وكذلك كانت الجدة «ست أبوها»، واعتبر الأبنودى نفسه محظوظاً لأنه عاش مع هاتين المرأتين، أما الأب الذى كان مأذوناً وشاعراً، فلم يتحمل فى ذلك الوقت ما يكتبه ابنه فمزق ديوانه الأول «حبة كلام».
■ ■ ■
وبعد سنوات، انتقل «عبدالرحمن» إلى مدينة قنا وتحديداً شارع بنى على، وهنا بدأ يستمع إلى أغانى السيرة وتأثر بها. وبعد فترة أرسل عبدالرحمن الأبنودى مجموعة من قصائده بالبريد إلى صلاح جاهين، فلم يكتف الأخير بتخصيص عموده فى «الأهرام» للشاب الجنوبى، بل أرسل قصيدتين له إلى الإذاعة ليبدأ تلحينهما وهما «بالسلامة يا حبيبى» لنجاح سلام، و«تحت الشجر يا وهيبة» لمحمد رشدى.وفى مطلع الستينيات هبط القاهرة مع رفيقيه أمل دنقل ويحيى الطاهر عبدالله وكان السمر الثلاثة لديهم قناعة بضرورة «غزو المدينة القاهرة» التى كانت أشبة ب «النداهة»، تدعو كل صاحب كلمة وقت الثورة.
■ ■ ■
وفى القاهرة التحق بأحد التنظيمات الشيوعية، فألقى القبض عليه 1966، وفى السجن اكتشف أن «الشيوعية ليست طريقا لتحقيق الذات أو تقديم خير إلى الفقراء»، وجاءت النكسة ليرى كل الأحلام تنهار فكتب لعبدالحليم حافظ «المسيح» و«عدّا النهار» ثم ذهب إلى الجبهة وهناك كتب يومياتها فى ديوانه «وجوه على الشط وفى تلك المرحلة وفر له إعجاب الرئيس عبدالناصر بأعماله، خاصة القصيدة التى كتبها فى رثاء عبدالمنعم رياض وأغنية «عدى النهار» وغيرها حماية من بطش «زوار الفجر» وبعد «ثورة التصحيح» فى عهد أنور السادات بدأ التضييق الأمنى على الأبنودى الذى رفض «أمن الدولة» سفره إلى تونس ليستكمل مشروعه فى جمع الهلالية واتصل به أحد الضباط يفاوضه على السفر مقابل «كتابة تقارير عن زملائه»، فرفض.
■ ■ ■
وكانت أكثر ذكرى تزعجه من تلك الفترة «شائعات الرفاق الثوريين» حوله وخرج الأبنودى من مصر واختار لندن منفى اختياريا لثلاث سنوات، أنهاها عبدالحليم مستخدما «سلطته» فى السماح له بالدخول إلى مصر. واعتقد السادات أن الأبنودى سيكون صوته، فأعلن رغبته فى تعيينه «وزيرا للثقافة الشعبية» لكن اتفاقية «كامب ديفيد» ألهمت الشاعر قصيدته الشهيرة «المشروع والممنوع» وهى أقسى نقد وجه إلى نظام السادات وبسبب هذا الديوان جرى التحقيق مع الأبنودى أمام المدعى العام الاشتراكى بموجب قانون سمى «حماية القيم من العيب».
■ ■ ■
وحين كان الأبنودى فى أبنود فى سياق جهده لجمع السيرة الهلالية جاءته مكالمة من الإذاعة، من أحمد سعيد وعبدالحليم حافظ ووجدى الحكيم وعاد الأبنودى وأثناء الرحلة التى تزيد على اثنتى عشرة ساعة كتب تلك الأغنيات التى صارت أغنيات الحرب فيما بعد.
■ ■ ■
ومن أشهر أعمال الخال الأبنودى الأرض، والعيال والزحمة، وجوابات حراجى القط، والفصول، وأحمد سماعين، وبعد التحية والسلام، ووجوه على الشط، وصمت الجرس، والمشروع والممنوع، والمد والجزر، والأحزان العادية، والسيرة الهلالية، والموت على الأسفلت، وسيرة بنى هلال بأجزائها الخمسة، والاستعمار العربى.ومن الأغانى الأخرى التى كتبها لعبدالحليم أحلف بسماها وبترابها، وابنك يقول لك يا بطل، وأنا كل ما أقول التوبة، وأحضان الحبايب، ومما كتبه لمحمد رشدى تحت الشجر يا وهيبة، وعدوية، ووسع للنور، وعرباوى ولفايزة أحمد يمّا يا هوايا يمّا، ومال علىّ مال ولنجاة الصغيرة عيون القلب، وقصص الحب الجميلة ولشادية آه يا اسمرانى اللون، وقالى الوداع، وأغانى فيلم شىء من الخوف الذى كتب حواره أيضا وكتب لصباح ساعات ساعات ولوردة الجزائرية طبعًا أحباب، ولماجدة الرومى جايى من بيروت، وبهواكى يا مصر لمحمد منير قلبى ما يشبهنيش وشوكولاتة، كل الحاجات بتفكرنى، من حبك مش برىء، برة الشبابيك، الليلة ديا، يونس، عزيزة، يا حمام، يا رمان كما كتب حوار فيلم الطوق والإسورة وأغانى فيلم البرىء. ومنذ ثورة 25 يناير والخال يواصل عطاءه شعرا شاهدا وموثقا لها بنصه ومبشرا وفاضحا الزيف والانتهازية.
■ ■ ■
أرخ لعذابات الجنوب عبر يوميات شعرية لأحد المواطنين المطحونين فى «جوابات حراجى القط» وكتب قصيدته الإشكالية «الدايرة المقطوعة» التى تطالب النخبة بالنزول إلى رجل الشارع، غير عمله التوثيقى العملاق «السيرة الهلالية»، وكان الأبنودى أول شاعر عامية يحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 2000.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.