لكل ثورة أغنية.. الثورات المشتعلة الآن فى اليمن منذ 31 يناير، وليبيا منذ 17 فبراير، وسوريا منذ 15 مارس يجمع بينها أن الجيش يطلق النار على الشعب، أو «الجيش يريد إسقاط الشعب» فى مواجهة «الشعب يريد إسقاط النظام»، ولكل ثورة أغنية تولد من قلب النار. فى اليمن يغنى أحمد فتحى أغنية «يا معتصم» وهى أغنية الثورة اليمنية، ومطلعها «يا معتصم يا صانع الحلم الجميل المرتسم، لو سال دمعك أو دمك اشمخ برأسك وابتسم». وفى ليبيا يعلق مسعود أبوعسير البندقية على كتفه اليمنى وجيتاره على الكتف اليسرى ويغنى «نحن ثوار.. أتينا من الشرق.. ومصممون على ما نريد»، ويغنى «وطنى سيصبح قويا.. وطنى سيصبح حراً» التى اعتبرت أغنية الثورة الليبية. وقد أطلق أبوعسير على اسم فرقته «ليبيا الحرة»، وهى الفرقة التى لم يذع التليفزيون أياً من أعمالها طوال تاريخه لأن الفنان رفض الغناء للقذافى. وفى سوريا لم ينتظر سميح شقير إلا أياما، وغنى أغنية «زخ رصاص عالناس العزل يا حيف، وانت ابن بلادى وتقتل بولادى»، وأهدى الأغنية إلى صبية درعا الذين أطلقوا الشرارة الأولى للثورة يوم 6 مارس بكتابة الشعارات المعادية للنظام على الجدران بأصابعهم الصغيرة، وقام الأشاوس بخلع أظافرهم عقابا لهم. أما ثورة الياسمين، الثورة العربية الكبرى، التى بدأت فى 17 ديسمبر، وكان انتصارها بهروب ديكتاتور تونس يوم 14 يناير، فكانت إيذاناً بمولد «عام الشعوب العربية»، فقد شهدت أثناء الثورة العديد من الأغنيات مثل «لن نستسلم»، و«كل زعيم بطل»، و«99 فى المية»، وكلها لمغنى الثورة بيرم كيلانى «26 سنة» المعروف باسم «بندرمان»، الذى يؤلف ويلحن أغانيه، وتعّرض للاعتقال عدة مرات قبل الثورة، وربما لا تكون مصادفة أنه يحمل اسم بيرم، فهو حفيد فنى لبيرم التونسى العظيم «1893- 1961». وعندى أن أغنية ثورة مصر فى 25 يناير هى «صوت الحرية» التى ولدت فى ميدان التحرير أثناء الثورة، وغناها هانى عادل من ألحانه وتأليف أمير عيد، وعزف هوارى على الجيتار «نزلت وقلت أنا مش راجع، وكتبت بدمى فى كل شارع، سمّعنا اللى ما كانش سامع، واتكّسرت كل الموانع، سلاحنا كان أحلامنا، وبكرة واضح قدامنا» وفى ختام الأغنية التى صورها فى ميدان التحرير مصطفى فهمى ومحمد خليفة ومحمد شاكر: «لو كنت واحد مننا، بلاش ترغى وتقولنا، نمشى ونسيب حلمنا.. فى كل شارع فى بلادى.. صوت الحرية بينادى». [email protected]