لم أرى فى حياتى إنتفاضة شعب كهذه التى قام بها الشعب المصرى ضد الظلم والقهر والإستبداد والفساد ، وهذه الأفعال كانت تملأ أركان البلاد مثل الهواءالذى كنا نتنفسه ولكن من الأشياء التى إستخدمها النظام المخلوع ضد شعبه،جهازالشرطة الذى كان يرأسه حبيب العادلى،وأقول أننى حين أذكر جهاز الشرطة فبالطبع ليس الجهاز بأكمله ويجب على كل الناس أن تضع فارقا كبيرا بين الجهاز الذى إستخدمه العادلي لخدمة النظام وحمايته وبين الجهاز الذى كان يخدم مصر ويحميها،فمنذ تولى العادلى حقيبة الأمن فى مصر،كان شغله الشاغل والوحيد تأمين الرئيس وأسرته بل كان أيضا يحمل فى حقيبته ملف توريث الحكم،دون النظر لأى شىء آخر داخل الجهاز الذى يرأسه من ضباط وأفراد وجنود بل كان يقمعهم ويقهرهم ويظلمهم ويستولى على أموالهم بل كان يستخدم ضدهم ماكان يستخدمه ضد أفراد الشعب من إعتقالات وتلفيق تهم والتحفظ عليهم وعلى ذويهم،أى أن شهداء ثورة 25 يناير ومصابيها من أفراد الشعب وشهداء الشرطة ومصابيها وشهداء القوات المسلحة ومصابيها كانوا ضحية حبيب العادلي وأمثاله الذين كانو يبالغون فى نفاق الحاكم وأسرته ، ومن هنا أتوجه برسالة طيبة إلى الشعب المصرى العظيم بكل فئاته وطوائفه أن يحافظ على الأمن والقائمين عليه،ولنتذكر سويا عندما تصدى الأبطال من رجال الشرطة وضحوا بأرواحهم فى سبيل مصر وعزتها وكرامتها أمام قوات الإحتلال البريطانى يوم الجمعه 25 يناير 1952 بالإسماعيلية،وعندها قام الشعب فى جميع ربوع مصر يطلب بالثأر لكرامته ، أى أن كرامة الشعب من كرامة الشرطة .