مصطفى يونس يستعيد ذكريات «القمة»: كنا بنتعشى مع لعّيبة الزمالك ليلة المباراة فى «المدبح»

مباريات القمة مليئة بالذكريات والقصص المثيرة التى لا تنتهى، ولا يعلمها سوى لاعبى الأهلى والزمالك، وتسعى الجماهير دائماً وأبداً للتعرف عليها، مهما طال الزمن، لتعلقها بنجوم الفريق على مر التاريخ.. لذا حاورنا مصطفى يونس، أحد أهم اللاعبين الذين شاركوا الأهلى فى مبارياته، طوال تاريخه، للتعرف منه على أسرار تلك المباريات، والعلاقة التى كانت تربط لاعبى الأهلى بلاعبى الزمالك وقتما كان لاعباً فى القلعة الحمراء.
■ فى البداية، سألناه عن أول مشاركة له فى مباريات القمة.
- فأجاب: البداية كانت بالتحديد يوم 30 مارس 1973 وقبلها بأربعة أيام كنا بنلاعب الإسماعيلى، وكلفنى الكابتن عبده صالح الوحش، المدير الفنى وقتها، بمراقبة الكابتن على أبوجريشة، وانتهت المباراة بخسارتنا، بهدف نظيف أحرزه على أبوجريشة، وعندما أجهشت فى البكاء، عقب المباراة، جاءنى الكابتن عبده صالح، وقال لى أنت الذى ستلعب مباراة الزمالك، المقبلة، ومنحنى حرية اختيار مركزى، حيث كنت أجيد العديد من المراكز، وشددت عليه أنى سألعب سرد باك، على الكابتن حمادة إمام، وقدمت يومها مباراة من أجمل مبارياتى، وأحرزت هدفا صاروخيا، بقدمى اليسرى، وفزنا وقتها بالمباراة، وكان يوم الماتش، يتطابق مع نفس اليوم الذى أصدر فيه الرئيس السادات البيان التاريخى يوم 30 مارس أيضاً، وخرجت الصحف تانى يوم، بمانشيت: الأهلى يجدد بيان مارس أمام الزمالك.. ومصطفى يونس يقبض على حمادة إمام.. وهذه المباراة كانت سبباً فى خسارة الزمالك لبطولة الدورى، وإهدائه لفريق غزل المحلة.
■ وهل ذكرياتك مقتصرة فقط على مباريات القمة على صعيد الفريق الأول؟
- بالعكس هناك مباريات لا يمكن أن أنساها لى مع الزمالك، وأتذكر عندما كنت فى فريق 18 سنة، وكان وقتها فى السنة التى حضر فيها الخطيب، للنادى الأهلى، وحققنا الفوز على الزمالك 7/1 وكان الزمالك، هو البادئ بالتهديف، وانتهت المباراة بالنتيجة الثقيلة، وأحرز الخطيب ثلاثة أهداف، وأحرزت أنا ومحمود عبدالفتاح هدفا، وأحرز عادل يسرى هدفين، وبعدها تم تصعيدى مباشرةً للفريق الأول.
■ وما أكبر مكافأة حصلت عليها عقب مباريات القمة؟
- أكبر مكافأة حصلت عليها كانت 20 جنيهاً عن طريق أحد رجال الأعمال، وبالمناسبة كانت هذه المكافأة كبيرة جداً فى وقتها، ومنحها لنا رجل الأعمال محسن التونسى.
■ وكيف كانت العلاقة بين لاعبى القطبين وقتها؟
- كان بيننا كانت عشرة وأخوة، يكفى أن نجوم الفريقين جميعهم كان فى مدرسة واحدة وهى الثانوية الرياضية، وجمعتنى أنا والخطيب وزيزو وإكرامى ومعنا الخواجة، فاروق جعفر، غانم سلطان، هذا بالإضافة إلى أننا كنا ليلة المباراة نتجمع عند أصدقائنا بمنطقة المدبح بالسيدة زينب، ونتناول الكوارع سوياً.
■ وما عدد مباريات القمة التى خضتها عبر تاريخك؟
- خضت 25 مباراة، لم أخسر خلالها سوى مباراة واحدة 0 /2، أحرزهما أحمد عبدالحليم، وعبدالرحيم محمد، وحصلا وقتها على سيارتين من حسن أبوالفتوح، ومعهما فاروق جعفر، ومن بعدها لم يحصل أى لاعب فى الزمالك على أى سيارة، حيث كان شرط رجل الأعمال وقتها إحراز أهداف فى مرمى الأهلى، شريطة أن يحقق الزمالك الفوز، وهو ما لم يتحقق لهما سوى فى تلك المباراة، وظهرت بعد تلك المباراة، مع الكابتن لطيف، فى التليفزيون، وقال كده الدورى بقى للزمالك، بعدما وصل فارق النقاط إلى 4 نقاط، ولكنى قاطعته بقوة على الهواء وقلت له الدورى للأهلى إن شاء الله، وبالفعل حصلنا على الدورى فى النهاية وكان هذا عام 76/ 77.
■ وما حكاية ضربك لحسن شحاتة فى إحدى المباريات؟
- حسن شحاتة ضرب إكرامى فى إحدى الكرات، ولم أشعر سوى بضربه بالبوكس، بسبب ما فعله مع إكرامى، وكان هذا الأمر يحدث لى مع الكثير من زملائى، وأتذكر أنه فى إحدى المباريات، قام فاروق جعفر بضرب حسام البدرى، ووقتها كان مطرودا منا شريف عبدالمنعم، فجريت على حسام البدرى، وقلت له مالكش دعوة بفاروق، علشان لو ضربته الحكم هيبقى واخد باله منك، وسيبنى أنا اللى أضربه لكن فاروق كان ناصح وفضل بعيد وخايف ييجى ناحية ال18 بسبب خوفه منى.
■ وما حكاية استقالة صالح سليم قبل إحدى المباريات؟
- قبل إحدى المباريات حدثت أزمة بين اتحاد الكرة والأهلى، ووقتها كان الكابتن صالح سليم مديراً للكرة، واتخذ مجلس الإدارة قرارا بعدم إذاعة المباراة، وتلقى بعدها رئيس النادى اتصالاً هاتفياً من رئيس الوزراء أجبره خلاله على التراجع عن قرار عدم الإذاعة، الأمر الذى أغضب صالح سليم، وجعله يستقيل من منصبه.
■ وهل خرجتما مرة متعادلين فى مباراة ما؟
- بالفعل هذا حدث فى إحدى المرات، لتفادى حدوث كارثة جماهيرية، حيث كان فى الأهلى سرد باك، اسمه رجب عبدالمنعم، واعتدى وقتها على محمد توفيق، بالبوكس، وتوقفت المباراة، لعلاج توفيق، وبدلا من أن يشهر الحكم الكارت الأحمر، فى وجه رجب، أشهره فى وجه زيزو، واشتعلت المباراة، وتوعد توفيق، رجب، وكان مصرا على أن ينتقم من رجب، واستشعر اللاعبون الكبار، فى الفريق وقتها خطورة الأمر لو انتهت المباراة بفوز أحد الفريقين، بعدما اشتعلت الأحداث، ووقفنا فى وسط الملعب، واتفق الخطيب ومصطفى عبده مع الخواجة، وحسن شحاتة على الخروج بالمباراة بنتيجة التعادل، لعدم إثارة حفيظة الجماهير، وضمان عدم نزولها لأرض الملعب، والإقدام على أى أفعال شغب، قد تشعل الملعب، ولا يستطيع أحد إيقافها.
■ وما المواقف التى لا تنساها فى حياتك؟
- هناك العديد من المواقف التى لا يمكن نسيانها، أبرزها على الإطلاق يوم المباراة التى أحرز فيها على خليل هدفه فى مرمانا الذى ألغاه محمود عثمان، وفوجئنا بقيام حسن شحاتة بخلع الفانلة، اعتراضاً على إلغاء الهدف، ووقتها فوجئت بعلى خليل يأتى نحوى، ويقول لى هو حسن شحاتة ماله، هو فاكر نفسه هو اللى جاب الجون.
■ وما المواقف الصعبة التى مرت بك؟
- قبل إحدى المباريات تعرضت للإصابة بالتهاب شديد فى الزائدة الدودية، واستلزم الأمر إجراء جراحة، ولزمت الفراش ثلاثة أيام، ونزلت بعدها من المستشفى إلى الملعب مباشرةً، ولعبت المباراة، وخسرناها 0/1.
■ ومن اللاعب الوحيد الذى لم يتعرض للخسارة من الزمالك فى جيلكم؟
- صفوت عبدالحليم هو اللاعب الوحيد الذى لم يتعرض للخسارة فى مباريات الزمالك، وليس هذا فقط، بل إن كل المباريات التى شارك خلالها فاز فيها جميعاً، لذلك كنا نتفاءل بالمباراة التى يشارك فيها صفوت، وكان القلق يساورنا فى المباريات التى يتغيب عنها، سواء للإيقاف أو الإصابة.