كنت أتمنى أن أكتب مقالى هذا بدموع عينى التى أذرفها على كرامة علمنا، كرامة بلدنا، كرامة أهلنا، ولكن هذا يستحيل للأسف، ولكن دعونا من نوع المداد الذى أكتب به المقال، وها أنا أسأل سيادة الرئيس ناصر، رحمه الله، هل يرضى سيادتكم ما يفعله بنا الجزائريون؟! اسمح لى أن أسألك أيضاً لماذا يفعلون بنا هكذا؟! أعرف أنك ستسألنى لماذا أسألك أنت ولماذا أعود باللوم عليك فيما اقترفه الجزائريون من ذنب بل من جرم حيالنا، وإجابتى بسيطة لأنك أنت الذى طالما ناديت بالعروبة والتعاون بين العرب، ولأنك أول من نادى بالأخوة بين العرب. صدقونى أحبائى لقد اتصل بى أحد أقاربى فى الخارج ولأول مرة أراه مستاء فسألته عن سر ذلك، فقال: ألم تر خسارتنا أمس؟! وأخذ يقص علىّ كيف كان المصريون يوم المباراة الفاصلة واثقين مجتمعين فى المقاهى المصرية فى مانشستر يحلمون بالنصر، وكيف شهد مقهى ليالى مصر انكسارهم أمام الجزائريين وباقى العرب، ولكن لما قصصت عليه ما جرى من الجزائريين فى السودان، قال لى: لا إن كان ذلك كذلك فالحمد لله أننا خسرنا، الحمد لله أن المصريين عادوا من السودان. معذرة أيها السادة، ألا تطاردكم مشاهد السيوف والسكاكين والسنج والمطاوى والخناجر التى كانت فى أيدى الجزائريين، ظننتكم فرساناً من فرسان العصور الوسطى ضلوا طريقهم إلى العصور الحديثة، لكننى سرعان ما تذكرت أن أولئك الفرسان كانوا نبلاء يعرفون أن من كان أعزل لا يصح قتاله ويجب احترامه، أما أنتم فلم يكن لكم هذا النبل بل كنتم تتمتعون بالكثير من الخسة والنذالة.. لم ترتضوا المواجهة بل اخترتم الغدر ولكن هذا ليس غريباً على شعب أنكر فضل الزعيم عبدالناصر عليه، وأنكر فضل مصر كلها عليه فى استقلاله، أى نكران جميل هذا؟! وأخيراً كن كالنجم لاح لناظر على صفحات الماء وهو رفيع، ولا تكن كالدخان يعلو بنفسه إلى طبقات الجو وهو وضيع. ماجستير تاريخ