«بنوك القيادات».. مصر تقدم تجربتها إلى العالم

تحت عنوان «بنوك القيادات».. شاركت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، والدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، في الحديث عن استعراض التجربة المصرية في صناعة القيادات الشابة من خلال البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة.
وجاءت تلك المشاركة في منتدى شباب العالم، الإثنين، التي شهد فعاليات مناقشاتها الرئيس عبدالفتاح السيسي وعدد من كبار رجال الدولة.
وتحدثت وزيرة التخطيط عن أن «مصر تنعم بأنها دولة شابة»، لافتة إلى اهتمام الدولة بالشباب من خلال استراتيجية 2030 وإتاحة فرص العمل لهم والترقي من خلال قانون الخدمة المدنية، فضلا عن المؤتمرات الوطنية للشباب، إذ قالت عنها: «منصة عظيمة للحوار والتفاعل والتواصل بين الشباب وكل قيادات الدولة».
وتحت مفهوم «القيادة ميلاد أم صناعة؟»، كشفت وزيرة التخطيط تفاصيل تدشين البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب، الذي استهدف توفير قاعدة شبابية من الكفاءات في مختلف المجالات ورفع مستويات الوعي الثقافي والسياسي لديهم، بالإضافة إلى تهيئتهم لتولي المناصب القيادية وتدعيم الحكومة بالكفاءات الشابة.
وأشارت إلى مراحل الالتحاق بالبرنامج الرئاسي من التقديم إلى الاختبارات وحتى الدراسة التي كانت أبرز موادها عن دستور مصر والقوانين الحاكمة للبلاد ونظام الإدارة المحلية وأصول الكتابة الرسمية باللغة العربية، ومجلس النواب والتشريعات والموازنة العامة للدولة، وإدارة الأزمات، وغيرها من الموضوعات خلال مدة دراسة تصل لنحو 9 أشهر.
وقالت وزيرة التخطيط التي كانت ضمن فريق العمل الخاص بالبرنامج الرئاسي إنه يستهدف سد الفجوة بين بين البرامج التعليمية النظرية وحاجة سوق العمل للكفاءات المدربة، لافتة إلى أهمية تدشين الأكاديمية الوطنية للشباب التي «تضع أسس للتدريب على مستوى عال من خلال الشراكات العالمية مع مؤسسات مختلفة من بينها معهد جنيف للدراسات الدولية»، خاتمة حديثها بقول الرئيس السيسي إن «ثقتي في الشباب لا حدود لها».
وكرر وزير التعليم آخر جملة نطقتها وزيرة التخطيط نقلا عن الرئيس، متحدثًا عن كواليس تدشين البرنامج الرئاسي وبنك المعرفة، قائلا: «قيل لنا داخل مكتب المجالس التخصصية إن الرئيس عاوز يؤهل الشباب لاتخاذ القرار وحصل البرنامج في زمن قياسي 3 شهور من الفكرة لإعلان اختيار الشباب عبر الموقع الإلكتروني للبرنامج».
وقال الوزير إن «البرنامج الرئاسي تقدم له 72 ألف فتم اختيار 5000 بالقرعة وإجراء مقابلات شخصية»، مضيفًا أن جميع الاختيارات كانت ب«شفافية كاملة».
وأشاد بالشباب المنضمين للبرنامج الرئاسي، قائلا: إن «وزارة التعليم لديها 22 شابًا درسوا في هذا البرنامج، والوزراء بيتخانقوا عليهم».
ولفت إلى أن مناهج العام المقبل ستسعى للتأكيد على مهارات العمل الجماعي لدى الأطفال والاعتماد على النفس واتخاذ القرارات لتتواكب مع جهود الدولة الخاصة بتدشين الأكاديمية الوطنية للشباب، خاتمًا بقوله: «لو أتيحت الفرصة لشبابنا هيعملوا حاجات عبقرية».
وبعد مشاركة وزير التعليم تحدثت رودينا مسعد، إحدى خريجات البرنامج الرئاسي للشباب، عن كيفية التحاقها به والفارق بينه وبين الدراسة النظرية، إذ يعتمد على التطبيق العملي والزيارات الميدانية للوزارات ومجلس النواب، معبرة عن سعادتها بزيارة مقر قيادة القوات البحرية خلال دراستها بالبرنامج.
البرنامج الرئاسي تخرج فيه دفعتان من الشباب، كانت رودينا مسعد من بينهم، وقالت خلال المناقشة التي حضرها السيسي: «نفسي أطبق كل اللي تعلمته في البرنامج، وأكون في مكان مؤثر على الأطفال»، مقترحة أن يكون التعليم في ما يتعلق بمادة التاريخ بزيارة الأماكن التي يدرسها الطلاب لتثبيت المعلومة لديهم بشكل سلس.
والتقط الحوار منها، زميلها محمد ناجي، الذي تخرج أيضًا في البرنامج الرئاسي للشباب، وقدم الشكر للسيسي على اهتمامه بالحوار مع الشباب.
وقال «ناجي» إنه «طبيب بشري لكنه احتاج للتأهيل في مجالات مختلفة مع تطور آليات سوق العمل»، لافتًا إلى أن تعلم خلال البرنامج الرئاسي كيفية قراءة الأحداث من خلال منظور الأمن القومي والعلاقات الدولية والاقتصاد، فضلًا عن التحلي بالقدرة على اتخاذ القرارات بدراسة تفصيلية، وكان من بين ما طبقوه تنظيم المنتدي بشكل تطوعي، مضيفًا في معرض حديثه: «فخور بحفل الافتتاح».
وأهدى «ناجي» فعاليات منتدى شباب العالم إلى روح زميلهم الراحل عبدالوهاب يسري، إذ عُرض فيلم تسجيلي يشير إلى استعدادات شباب البرنامج الرئاسي منذ 3 أشهر لخروج تلك الفاعليات الخاصة بالمنتدى إلى النور، وكان ختام مشهده الأخير بصورة «يسرى»، ودوت القاعة بعدها بالتصفيق.