«روشتة الخبراء» لمواجهة الإرهابيين بعد «هجوم الكمائن»

طالب خبراء أمنيون بتطوير الخطط الأمنية، وتفعيل ما يسمى «المجلس الأعلى لمكافحة الإرهاب»، خاصة بعد تكرار الهجمات الإرهابية على الكمائن الثابتة والمتحركة، وآخرها الهجوم على سيارة أمن مركزى ب«عبوة ناسفة»، أثناء عبورها إلى طريق الأتوستراد، قادمة من الطريق الدائرى بمنطقة البساتين، ما أدى إلى استشهاد ضابط شرطة، وإصابة آخر و3 مجندين، السبت.
وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق، اللواء فؤاد علام، اعتبر أن مصر حالياً لا تحارب الإرهاب، بل ما تقوم به القوات المسلحة والشرطة هو أنهم يُحبطون مخططات إجرامية، إنما المواجهة تكون بتفعيل المجلس الأعلى للإرهاب، الذي أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى، ودوره يتمثل في مكافحة الإرهاب اجتماعياً وسياسياً وثقافياً، وبذلك نستطيع القول إننا نحارب الإرهاب، حيث يختص المجلس الأعلى بصياغة استراتيجية وطنية شاملة لمواجهة الإرهاب والتطرف من جميع الجوانب، فضلاً عن تعزيز مشاركة جميع أطياف المجتمع في التعامل مع ظاهرة الإرهاب، وتطوير الخطط الأمنية لمواجهة الخطر الناجم عنها، وزيادة الوعى المجتمعى بسبل التعامل مع تلك الظاهرة، وتصحيح المفاهيم المغلوطة، التي تستغلها التنظيمات الإرهابية في جذب عناصر جديدة.
وقال «علام»: «لابد أن نغير من أسلوبنا في إعداد الأكمنة، خصوصاً الثابتة، وأقترح أن تكون الأكمنة بسيارات مدنية، حتى يصعب رصدها بعض الشىء من قِبَل الجماعات الإرهابية».
وعن توقيت الحادث، عقب زيارة السيسى لأفراد كمين أمنى بمنطقة التجمع، والحكم بإحالة أوراق 30 متهماً إلى مفتى الجمهورية في قضية «اغتيال النائب العام»، أوضح وكيل مباحث أمن الدولة الأسبق، أن هذه أفكار مسمومة تبثها وسائل الإعلام، لأن زيارة السيسى لأفراد الكمين كان الهدف منها بث رسالة طمأنة للجميع في الداخل والخارج بأن «مصر آمنة»، وتلك الزيارات عادة ما يقوم بها رئيس الجمهورية، وبالتالى لا يوجد ربط بين الحادث الإرهابى وحكم أخذ الرأى الشرعى لمفتى الجمهورية في إعدام متهمين باغتيال النائب العام الراحل، «فالحوادث الإرهابية ليس لها توقيت ولا مناسبة بعينها».
ورأى اللواء جمال مظلوم، محلل عسكرى، أن العمليات الإرهابية بدأت تقل بعض الشىء، حيث قامت قوات الشرطة والجيش بالعديد من العمليات الاستباقية للقضاء على العناصر الإرهابية، وأن تلك العناصر تحاول إثبات وجودها على الساحة بعمليات جديدة «الملاحظ في الحادث أنه جرى استهداف سيارة الأمن المركزى بعبوة ناسفة، ثم أطلق الجناة النيران تجاه عناصر الكمين، في محاولة لزيادة الخسائر البشرية».
وطالب «مظلوم» بتقليل دوريات الكمائن الثابتة، لكى نتحاشى رصدها، كما شدد على أنه لا توجد خطة عسكرية في العالم تكفل التأمين الكامل الشامل للكمائن، مؤكدا أن ما يحدث من هجمات إرهابية ليست إشارة إلى القصور الأمنى، وبالتالى لا نستطيع القول إن هناك ثغرات في تأمين الكمائن، لكن السبب الأساسى راجع إلى عنصرى المفاجأة والتوقيت.
وذكر أن الجماعات الإرهابية تستغل عنصر التوقيت لمهاجمة الكمائن، وتختار أوقاتا متأخرة من الليل، حتى يكون الجندى في آخر ساعات دوريته، وبهذا تضمن الجماعات أن فرد الأمن في أقصى درجات الإنهاك.
من جانبه، قال اللواء محمود قطرى، الخبير الأمنى، إن ما وصفه ب«مسلسل القصور الأمنى» مازال مستمراً، وإن الشرطة لا تعرف كيف تحمى رجالها في مكافحة الإرهاب، ويجب مواجهة النفس بالحقيقة، مقترحا تطوير الخطط الأمنية، بحيث تشمل خطط تأمين الكمائن وجودا مكثفا لكاميرات المراقبة، وتوفير مجموعات الانتشار السريع على بعد مناسب، وتدريب أفراد الأمن على التعامل مع الأسلحة الثقيلة، وتأمين المنشآت والكمائن من الخارج عبر المتابعات الأمنية المكثفة، وانتشار مدرعات تضم قوات مكافحة الإرهاب مزودة بكاميرات داخلية، وسواتر رملية خارجية، وسواتر مضادة للرصاص، لمواجهة أي مواقف أمنية طارئة.