انطلاق بطولة كأس القارات بروسيا في بروفة حقيقية لمونديال 2018 (تقرير)

تنطلق السبت، النسخة العاشرة من بطولة كأس العالم للقارات لكرة القدم في 4 مدن روسية هي سانت بطرسبرج وموسكو وقازان وسوتشي.
ويشارك في البطولة الحالية 8 منتخبات علي مجموعتين، حيث تضم المجموعة الاولي منتخبات روسيا بصفتها البلد المضيف، ونيوزيلندا بصفتها بطلة لكأس أوقيانوسيا، ومنتخب البرتغال بطل أوروبا الموسم الماضي، ومنتخب المكسيك بطلا للكونكاكاف.
فيما يوجد بالمجموعة الثانية منتخبات تشيلي بطلة أمريكا الجنوبية، وألمانيا بطلة كأس العالم 2014، والكاميرون بطلة أفريقيا، وأستراليا بطلة آسيا.
وانطلقت بطولة كاس العالم للقارات للمرة الأولى في عام 1992 في السعودية وتوجت بها الأرجنتين، وفي عام 1995 أقيمت أيضا في السعودية وتوجت بها الدنمارك، واستمرت البطولة في السعودية عام 1997 وتوج بها المنتخب البرازيلي، وتوجت المكسيك بالنسخة الرابعة عام 1999 على أرضها، وفي 2011 أقيمت في كوريا الجنوبية واليابان وتوج بها المنتخب الفرنسي، وحافظت فرنسا على اللقب في النسخة السادسة عام 2013 على أرضها، وتوج المنتخب البرازيلي بالبطولة ثلاث مرات، السابعة التي أقيمت عام 2005 في ألمانيا، وعام 2009 في جنوب أفريقيا، وعام 2013 في البرازيل.
وباستعراض منتخبات المجموعة الأولى، سنجد أن منتخب روسيا يشارك في البطولة للمرة الأولى بصفته البلد المستضيف حيث يطمح الدب الروسي أن يصبح ثالث منتخب يفوز باللقب الغالي على أرضه، ويقوده المدرب الروسي شيرشيسوف الذي يراهن على فريق يمزج بين الخبرة والشباب، ويعد نجم الفريق بدون منازع، هو مهاجم فريق كراسنودار، فيودور سمولوف، هداف الدوري الروسي في آخر موسمين.
ويصل سمولوف، صاحب ال27 عاما، والذي أظهر جودته في اليوروبا ليج، للبطولة وهو في أفضل حالاته، لذا فسيكون مفتاح القوة الهجومية لمنتخب بلاده.
ويعاني المنتخب الروسي من تعدد الغيابات في صفوفه، ومنهم نجم سسكا موسكو، آلان دزاجوييف، الذي غاب عن بطولة اليورو للإصابة، وهداف زينيت، أرتيوم دزيوبا، الذي داهمته مشكلات الركبة مجددا.
ويستهل "الدب" الروسي البطولة بمواجهة المنتخب النيوزيلندي يوم السبت القادم على ملعب سان بطرسبرج، ويهدف لتحقيق فوز يمنحه دفعة لمواصلة المشوار، قبل الاصطدام بالنجم كريستيانو رونالدو ورفاقه في البرتغال يوم 21 القادم، على أن يختتم مواجهاته بالمجموعة أمام المكسيك.
ومنتخب البرتغال يدخل غمار هذه البطولة لأول مرة فى التاريخ، حيث حجزت كتيبة كريستاينو رونالدو تذكرتها إلى كأس القارات بعد تتويجها بكأس الأمم الأوروبية فرنسا 2016 .
ويقود رونالدو حلم البرتغاليين للتتويج بالبطولة للمرة الأولى في التاريخ، ويبدأ المنتخب البرتغالي مبارياته أمام المكسيك يوم الأحد القادم، ثم يواجه روسيا صاحبة الأرض يوم 21 يونيو، ويختتم مواجهاته باللعب مع المنتخب النيوزيلندي.
ويعتبر منتخب المكسيك وجهاً مألوفاً في مهرجان الأبطال، حيث إن كتيبة الأزتيكا شاركت في ست من النسخ التسع الأخيرة، وهو الشرف الذي تتقاسمه مع البرازيل.
ومن بين المنتخبات الثمانية المشاركة في النسخة العاشرة من كأس القارات، يعد المنتخب المكسيكي، بطل الكونكاكاف، هو الوحيد المتوج باللقب، في نسخة 1999 التي أقيمت على أراضيه .
وتأهلت المكسيك للمشاركة السابعة بعد تتويجها بلقب بطولة الكأس الذهبية "الكونكاف"، وغاب المنتخب المكسيكي عن البطولة، نسخ (السعودية 1992 وفرنسا 2003 وجنوب أفريقيا 2009)، وحقق في النسخ الستة الأخرى نتائج معظمها مبهرة.
ففي نسخة 1995 بالسعودية احتلت المكسيك المرتبة الثالثة، وتوج في 1999 باللقب، كما حلت رابعة في 2005 بألمانيا، بينما خرجت من الدور الأول في نسخ 2007 بالسعودية و2001 بكوريا الجنوبية واليابان و2013 بالبرازيل، لذا فإن هدفها الأول هذا العام بروسيا هو اجتياز دور المجموعات.
وتستعد المكسيك لخوض بطولة كأس القارات وهي متصدرة لتصفيات الكونكاكاف المؤهلة للمونديال العام القادم برصيد 14 نقطة من أصل 18 ممكنة وذلك بعد تحقيقها أربعة انتصارات وتعادلها في مباراتين، لتبتعد بثلاث نقاط عن كوستاريكا أقرب ملاحقيها.
يقود منتخب المكسيك المدرب الكولومبي خوان كارلوس أوسوريو، وضمت قائمة المكسيك 23 لاعبا بقيادة نجم باير ليفركوزن الألماني "خابيير تشيتشاريتو هرنانديز، والنجم المخضرم رافائيل ماركيز والذي يبلغ من العمر 38 عاما.
يذكر أن المكسيك ستستهل مشوارها بمواجهة صعبة أمام البرتغال يوم 18 الجاري ثم تواجه بعدها بثلاثة أيام نيوزيلندا قبل أن تختتم مشوار المجموعات بلقاء صاحبة الأرض روسيا يوم 24 .
ويعود منتخب نيوزيلندا للظهور في كأس القارات من جديد بعد غيابه عن النسخة الأخيرة لصالح تاهيتي، وتعد هذه هي المشاركة الرابعة للنيوزيلنديين في تاريخ البطولة، ولا يقتصر الهدف الآن على الفوز بمباراة فحسب. رغم أن المحصلة حتى الآن هي ثماني هزائم وتعادل وحيد أمام العراق في 2009، أما من حيث الأهداف فقد استقبلت شباك الفريق النيوزيلندي 24 هدفا وسجل لاعبوه هدفين فحسب.
تأهل منتخب نيوزيلندا بعد فوزه بلقب كأس أمم أوقيانوسيا التي أقيمت في بابوا نيوغينيا خلال الفترة من 28 مايو و11 يونيو 2016 ليمثّل أوقيانوسيا في كأس القارات .
وياتي اللاعب كريس وود هداف دوري الدرجة الإنجليزي هذا الموسم الذي سجل 27 هدفا بقميص ليدز يونايتد كأحد نجوم المنتخب النيوزيلندي. كما يوجد المخضرم شين شميلتز البالغ من العمر 35 عاما.
ويتولى تدريب المنتخب النيوزيلندي أنتوني هدسون، وهو ابن آلان هدسون لاعب تشيلسي السابق، الذي تأهل على مدربين مثل جوزيه مورينيو ومارسيلو بييلسا وتولى مسؤولية الفريق في 2014 بعد تجربة سابقة مع منتخب البحرين.
وفي كأس القارات ستكون نيوزيلندا على موعد مع روسيا صاحبة الأرض في مباراة الافتتاح 17 يونيو بسان بطرسبرج وهي المدينة التي يعود إليها النيوزيلنديون مجددا في 24 يونيو للقاء البرتغال، قبل الانتقال إلى سوتشي لمواجهة المكسيك في 21 يونيو .
وبالنظر إلى منتخبات المجموعة الثانية التي تضم تشيلي وأستراليا وألمانيا والكاميرون، سنجد أن المنافسة تكاد تكون منحصرة بين ألمانيا بطل مونديال 2014 بالبرازيل وتشيلي بطل أمريكا الجنوبية.
ولا شك أن الجيل الحالي للكرة التشيلية هو الأعظم في تاريخ البلد اللاتيني، حيث تحكي الأرقام عن تتويجين متتاليين بلقب كوبا أمريكا، على حساب الجار الأرجنتيني اللدود بالذات.
وهناك فرصة للجيل الذهبي، من أجل البحث عن لقب جديد ببطولة كأس القارات، ويخض المنتخب منافسات كأس القارات لأول مرة في تاريخه، لكنه قد رسم حروف اسمه في قائمة المرشحين للظفر باللقب قبل انطلاق البطولة، بإعلان هيمنته على القارة اللاتينية في النسختين الأخيرتين من كوبا أمريكا .
ويضم المنتخب نجوم من العيار الثقيل، مثل أرتورو فيدال، متوسط ميدان بايرن ميونيخ الألماني، وأليكسيس سانشيز، مهاجم أرسنال الإنجليزي، كما تدعم هذا الترشيح لتشيلي عدة عوامل أخرى .
وعلى الرغم من فوز منتخب ألمانيا ببطولة كأس العالم 4 مرات، وكأس الأمم الأوروبية "اليورو" 3 مرات عبر تاريخه، إلا أنه لم ينجح قط في التتويج ببطولة كأس القارات .
وشاركت ألمانيا بنسختين سابقتين في كأس القارات، الأولى كانت عام 1999 باعتبارها بطلاً لأوروبا، فيما كانت المرة الثانية عام 2005 باعتبارها البلد المنظم لكأس العالم 2006 .
وودعت ألمانيا كأس القارات في 1999، بعدما فشلت في الصعود من مجموعتها التي ضمت منتخبات البرازيل، الولايات المتحدة الأمريكية ونيوزيلندا، وخسرت ألمانيا مباراتها الأولى أمام أمريكا بنتيجة 2-0، قبل أن تفوز بالنتيجة نفسها أمام نيوزيلندا، ولكنها خسرت أمام البرازيل في المباراة الأخيرة بنتيجة ثقيلة (4-0)، لتودع البطولة .
ونجحت ألمانيا خلال مشاركتها الثانية ب2005، في تصدر مجموعتها التي ضمت منتخبات الأرجنتين وتونس وأستراليا، وذلك بعد جمعها 7 نقاط ، وانتصر منتخب المانشافت على أستراليا في المباراة الافتتاحية بنتيجة 4-3، ثم الفوز على تونس بثلاثية نظيفة ثم التعادل أخيرًا مع الأرجنتين بهدفين لكل منهما .
واصطدمت الماكينات الألمانية بالبرازيل في نصف النهائي، حيث تمكنت الأخيرة من حسم مباراتهما المثيرة بتحقيق الفوز بنتيجة 3-2 على الألمان .
وتمكنت ألمانيا من حصد المركز الثالث بعدما تمكنت من الفوز على المكسيك، في مباراة تحديد المركز الثالث والرابع، بنتيجة 4-3، في اللقاء الذي شهد أشواطًا إضافية .
وتختلف مشاركة ألمانيا هذه المرة عن سابقتيها، نظرًا لاعتماد قائمة فريق يواكيم لوف، على الوجوه الشابة والجديدة، حيث قرر المدرب إراحة العناصر الأساسية لتكون جاهزة لمونديال روسيا في الصيف المقبل .
وستكون كأس القارات فرصة ذهبية إذًا أمام الوجوه الجديدة؛ لإثبات جدارتهم في هذه البطولة؛ لأن المميز منهم سيحجز بالتأكيد مقعده في التشكيلة التي ستدافع عن لقب كأس العالم في روسيا.
وقرر يواخيم لوف، مدرب المنتخب الألماني لكرة القدم ضم 22 لاعبا إلى قائمة فريقه النهائية المشاركة في بطولة كأس القارات، واكتفى لوف بضم 22 لاعبا فقط رغم أن لائحة المسابقة تمنح الحق لكل منتخب مشارك في البطولة، في ضم 23 لاعبا إلى القائمة .
وشهدت القائمة غيابات مفاجئة باستبعاد رباعي بايرن ميونخ مانويل نوير، ماتس هاملز، توماس مولر، بواتينج إلى جانب مسعود أوزيل لاعب أرسنال، سامي خضيرة متوسط ميدان يوفنتوس، ماركو رويس لاعب بروسيا دورتموند وتوني كروس متوسط ميدان ريال مدريد.
بينما سيواجه المنتخب الكاميروني لكرة القدم بطل أفريقيا اختبارا صعبا ربما يكون التحدي الأقوى له من خلال بطولة كأس القارات ، ويواجه منتخب الأسود غير المروضة ظروفا مشابهة لما حدث أثناء أمم أفريقيا بغياب النجوم حيث يفضل لاعبون مثل نيكولاس نكولو مدافع ليون الفرنسي التركيز مع ناديهم .
وسيعتمد المدير الفني على مجموعة من الوجوه الجديدة ليوفر عنصر المفاجأة في كأس القارات، وشارك المنتخب الكاميروني للمرة الأولى في كأس القارات من خلال نسخة 2001 بكوريا الجنوبية واليابان ، وبعد هزيمتين بنتيجة واحدة هي صفر / 2 أمام منتخبي البرازيل واليابان، ودع الفريق البطولة وقتها بشكل إيجابي من خلال الفوز على كندا 2 / صفر.
وبعدها بعامين، استضافت فرنسا البطولة، وسجل المهاجم الشاب الموهوب صامويل إيتو هدفا ليقود أسود الكاميرون للفوز على البرازيل 1 / صفر كما أحرز المنتخب الكاميروني هدفا متأخرا ليتغلب على نظيره التركي بالنتيجة نفسها بينما انتهت مباراته الثالثة في المجموعة بالتعادل السلبي مع المنتخب الأمريكي.
ورغم الفوز على المنتخب الكولومبي في الدور قبل النهائي، خيمت وفاة النجم الكاميروني مارك فيفيان فويه على أجواء الفريق والبطولة حيث سقط اللاعب على أرض الملعب خلال المباراة ووافته المنية بعدها بوقت قصير.
ورغم الحزن الذي سيطر على الفريقين، خاض المنتخبان الكاميروني والفرنسي المباراة النهائية للبطولة وفاز أصحاب الأرض بهدف ذهبي سجله تيري هنري.
وأعلن المدرب البلجيكي هوجو بروس المدير الفني للمنتخب الكاميروني لكرة القدم قائمة الأسود المشاركة في بطولة كأس القارات 2017 في روسيا .
وتنتظر المنتخب الأسترالي بطل آسيا، مهمة صعبة في كأس القارات بروسيا، حيث أوقعته القرعة في مجموعة واحدة مع منتخب ألمانيا، بطل العالم، ومنتخب تشيلي، بطل أمريكا الجنوبية، والمنتخب الكاميروني، بطل أفريقيا.
ونجح منتخب أستراليا منذ تركه لأوقيانوسيا عام 2006، في تسجيل اسمه كأحد كبار قارة آسيا كرويا، حيث ولد عملاقا، وبدءا من مشاركته الأولى في بطولة كأس أمم آسيا عام 2007، لم يستغرق وقتا طويلا لمزاحمة عمالقة القارة الصفراء.
وفي 2015 كان المنتخب الأسترالي على موعد مع اللقب، بالتغلب على منتخب كوريا الجنوبية في النهائي، ليصبح أول منتخب يحقق بطولة قارية في قارتين مختلفتين.
ومنتخب أستراليا، ومنذ التحاقه بقارة آسيا، لم يتوقف أيضا عن التواجد في بطولة كأس العالم، حيث تأهل إلى مونديال 2010 بجنوب أفريقيا، و2014 في البرازيل، ولا يزال يمتلك فرصة قوية للوصول إلى مونديال روسيا 2018 .
ومشاركة أستراليا في كأس القارات 2017 هي الأولى لها كممثل عن قارة آسيا، لكنها الرابعة في تاريخ البلاد بشكل عام، وكان الإنجاز الأبرز للفريق في البطولة عام 2001، باحتلاله المركز الثالث.
وشهدت قائمة أستراليا التي أعلنها آنجي بوستيكوجلو، المدير الفني للمنتخب غياب ميل جيدناك، القائد، عقب تعرضه للإصابة في المباراة أمام المنتخب السعودي، ضمن تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا .