تفجير مانشستر يتسبب فى إعادة صياغة العملية الأمنية للأحداث الرياضية بأوروبا

في ظل التفجير الذي شهدته قاعة «مانشستر آرينا» للحفلات، الإثنين، وضعت جميع العمليات والإجراءات الأمنية للأحداث الرياضية الكبيرة في بريطانيا وغيرها تحت المراجعة.
وبدأ المسؤولون عن الأمن في مراجعة خطط تأمين كل من المباراة النهائية لبطولة كأس الاتحاد الإنجليزي في لندن، السبت، ونهائي دوري أبطال أوروبا، في كارديف، والمقررة في الثالث من يونيو المقبل، ونهائي كأس ألمانيا في برلين، وغيرها من الأحداث الرياضية الكبيرة.
وأسفر التفجير، الذي شهدته مدينة مانشستر، الإثنين، عن مقتل 22 شخصًا.
وإلى جانب نهائي كأس إنجلترا ونهائي دوري أبطال أوروبا، تستضيف بريطانيا، خلال الأسابيع المقبلة، أكثر من حدث رياضي مهم، مثل بطولة إنجلترا المفتوحة للتنس «ويمبلدون» وبطولة كأس الأبطال للكريكيت.
ولهذا، سيراجع المنظمون في بريطانيا الخطط الموضوعة لتأمين الرياضيين والمسؤولين والمشجعين.
وفي ألمانيا، تقوم السلطات الأمنية بمراجعة وفحص الإجراءات مجددًا، قبل مباراة النهائي لكأس ألمانيا، والمقررة السبت، فيما عززت الشرطة السويدية من الإجراءات الأمنية الخاصة بالمباراة النهائية لمسابقة الدوري الأوروبي، والمقررة الأربعاء، في العاصمة ستوكهولم.
ويبدو أنه لا يوجد أي تهديد مباشر لهذه الأحداث الرياضية، ولكن السلطات تسعى لعدم السماح بأي فرصة لحدوث اعتداءات، لاسيما وأن ملعب «استاد دو فرانس» كان هدفًا للهجمات التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس، في نوفمبر 2015.
وينصب معظم الاهتمام في بريطانيا الآن على المباراتين الكبيرتين، وهما نهائي كأس إنجلترا، على استاد ويمبلي، ثم نهائي دوري الأبطال، في كارديف، حيث ينتظر حضور عشرات الآلاف من المشجعين في كل منهما.
وسيتم نشر المزيد من رجال الشرطة في كل من المدينتين، ضمن عملية تكثيف وتعزيز العملية الأمنية، التي أجريت بعد حادث التفجير في مانشستر.
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بي.بي.سي» عن جين كونورز، قائدة شرطة العاصمة البريطانية لندن، قولها: «على مدار الأيام المقبلة، ستشاهدون مزيدًا من رجال الأمن المسلحين إذا كنتم ذاهبين لحفل موسيقي أو للتسوق أو العمل أو لأحد الأحداث الرياضية المثيرة».
وناشدت رابطة الدوري الإنجليزي الجماهير التي ستحضر نهائي كأس إنجلترا، بين أرسنال وتشيلسي، بأن «تتوخى الحذر من كل ما يحيطها في أي وقت»، كما طالب الاتحاد الإنجليزي للعبة المشجعين بالحضور مبكرًا، من أجل إتاحة الفرصة الكافية للانتهاء من الإجراءات الأمنية المكثفة.
وأشار الاتحاد إلى وجود «عملية أمنية مكثفة لجميع الأحداث الرياضية القادمة»، ومنها الأدوار الفاصلة في الدرجات الدنيا من الدوري الإنجليزي يومي الأحد والإثنين المقبلين، على استاد «ويمبلي».
وفيما ينتظر أن يكون معظم المشجعين في نهائي كأس إنجلترا، السبت المقبل، من العاصمة لندن، نظرًا لتأهل فريقين من العاصمة إلى النهائي، ستشهد كارديف بعدها بأسبوع قدوم عشرات الآلاف من مشجعي ريال مدريد الإسباني ويوفنتوس الإيطالي لحضور النهائي الأوروبي.
وحتى قبل وقوع التفجير في مانشستر، أشار الاتحاد الويلزي لكرة القدم إلى تطبيق «أكبر عملية أمنية في كارديف» لتأمين النهائي الأوروبي.
وأوضح الاتحاد الويلزي أن العملية الأمنية تتضمن غلق بعض الطرق ووضع أجهزة للفحص الأمني على نطاق خارجي يتم فرضه حول الاستاد، لا يسمح إلا بمرور حاملي التذاكر والتصاريح.
وقال ريتشارد لويس، أحد المسؤولين في الشرطة بجنوب ويلز، الثلاثاء، إن التفجير الذي وقع في مانشستر لم يغير الخطة الأمنية لنهائي دوري الأبطال، ولكنه أدى لنشر مزيد من رجال الشرطة في شوارع كارديف.
وأوضح أن إجمالي عدد رجال الأمن المكلفين بتأمين النهائي والمشجعين القادمين من داخل بريطانيا أو من إسبانيا وإيطاليا ومختلف أنحاء العالم يبلغ ستة آلاف شرطي وأن العالم يشعر بأمان لهذه الإجراءات.
وقال «لويس» إن العملية الأمنية وضعت لتتماشى مع «أعلى مستوى للتهديد الأمني»، وأكد: «نحن على استعداد لهذا الحدث».
وتراجع السلطات الألمانية أيضًا إجراءاتها الأمنية للأحداث الكبيرة، حيث ستكون العاصمة برلين في بؤرة الاهتمام، مطلع الأسبوع المقبل، عندما تستضيف اجتماع الجمعية العمومية «كونجرس» للكنيسة البروتستانتية، والمباراة النهائية لكأس ألمانيا بين بوروسيا دورتموند وإنتراخت فرانكفورت.
وقال توماس دي ميزير، وزير الداخلية الألماني، إن قوات الأمن يجب أن تلاحظ أن هجوم مانشستر وقع في نهاية لحفل الموسيقي.
وأضاف أنه لا يمكن ضمان التأمين بنسبة مئة بالمئة.