زيارة بابا السلام

لا يعرف الكثيرون عن بابا الفاتيكان فرنسيس الذى انتهت زيارته إلى مصر أمس، أن قداسته من أكبر عشاق كرة القدم، وناديه المفضل سان لورينزو الأرجنتينى، وترأس القداس فى مئوية نادى بلده قبل أن يتم انتخابه بابا للفاتيكان بالإضافة إلى استقباله عظماء الكرة السابقين وعلى رأسهم ميسى الذى وصفه باللاعب الأثقل فى التاريخ، وكان قداسته وراء تنظيم لقاء كروى عالمى للسلام بين نجوم العالم المعتزلين أقيم فى روما وشارك فيه النجوم الأرجنتينى مارادونا والثلاثى البرازيلى رونالدينيو وكافو وروبرتو كارلوس ونجوم إيطاليا كابيللو وزامبروتا وتوتى، ولدىّ ذكريات جميلة لا تنسى عندما كنت مديرا لمكتب «الأهرام» بروما وفكرت بعمق استغلال علاقتى القوية مع الكاردينال الفرنسى جان لوى توران وزير الخارجية آنذاك، لترتيب لقاء مع قداسة البابا الأسبق الراحل جان بول الثانى قبل زيارته إلى مصر فى فبراير 2000 واتصلت بالكاردينال الذى وعدنى باللقاء كما استعنت بسفيرنا الراحل لدى الكرسى الرسولى حسين الصدر، وبعد أيام قليلة فوجئت بمكالمة هاتفية من المكتب الإعلامى يخبرنى أن لقائى مع قداسة البابا صباح الغد فى تمام الساعة التاسعة صباحا ولم أنم ليلتها وتوجهت مع السفير المصرى إلى مكتب البابا الراحل وبعد المصافحة سألنى قداسته عن اللغة التى أفضلها فى الحوار معربا عن إجادته اللغات الفرنسية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية، بالإضافة إلى لغة موطنه البولندية ولم أتردد لحظة وعلى سبيل الدعابة أجبت أفضل اللغة العربية، فرد علىّ ضاحكا سأدرسها فى المستقبل القريب!.
مقالات متعلقة
* «إذا أُصيب القوم فى أخلاقهم...»
* «من الدار للنار»
ولم اكتف باللقاء فقط بل قمت بتغطية زيارته إلى مصر خلال شهر فبراير 2000 من وجهة نظر الصحف الإيطالية، وكانت المفاجأة عندما تلقيت خطاب شكر من المكتب الإعلامى للفاتيكان على تغطيتى وخطاب شكر آخر لرئيس مجلس الإدارة ورئيس تحرير «الأهرام» الأسبق وتم نشر صورة اللقاء على الصفحة الأولى على اعتبار أننى أول صحفى مصرى وعربى يلتقى بالبابا ولا يسعنى إلا تقديم الشكر والعرفان لسفيرنا الحالى فى الفاتيكان حاتم سيف النصر الذى التقيته قبل توليه منصبه بسنتين، وأوصيته بلقاء الكاردينال جان لوى توران رئيس المجلس البابوى للحوار بين الأديان لحل الأزمة التى انفجرت بين الأزهر والفاتيكان بسبب تصريحات البابا السابق بينيدكت السادس عشر المعادية للإسلام، ونجح السفير فى عودة العلاقات القوية بين الفاتيكان والأزهر من خلال ترتيبه لزيارة كل من الرئيس السيسى وفضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب والبابا تواضروس، ورد الزيارة من جانب البابا فرنسيس وهو إنجاز كبير للسفير الناجح، وأختم بما قاله بابا الفاتيكان قبل الزيارة: «كيف أخاف فى وطن احتمى فيه السيد المسيح وشعر فيه بالأمن والأمان؟».
شاهد أخبار الدوريات في يوم .. اشترك الآن