أوضح الدكتور إبراهيم مجدى حسين، استشارى الطب النفسى، أن هناك أعرافا داخل المجتمع المصرى رُسخت داخل الأذهان من الصعب تغييرها، مثل أن الرجل يرفض فكرة الارتباط بامرأة أطول منه حتى لا يكون مجالاً للسخرية، كذلك لا يقبل الارتباط بفتاة جميلة جدا أو أكثر ثراء منه أو تعمل فى مكانة مرموقة لأنه يخشى من نجاحها حتى لا تتمرد عليه فى يوم ما، وقال: «سيكولوجية نسبة كبيرة من الرجال تعتمد على رفضهم الارتباط بامرأة أكثر نجاحا منهم، لأنهم فسروا الآية القرآنية الرجال قوامون على النساء بصورة خاطئة، لذلك ترتفع نسبة العنوسة لتضم 35% من أعداد الفتيات اللاتى تخطين سن 27 عاما فى القاهرة و35 سنة فى المدينة، وتفاجأ أن من تخطين سن الزواج هن الأكثر جمالا وثقافة وذكاء، بخلاف الأقل جمالا وتعليما التى يتهافت عليها الرجال». وأشار حسين إلى نجاح المرأة القائدة، لأنها تتمتع بسلام نفسى وإبداع أكثر من الرجل، وتمتاز بالليونة على خلاف الرجل، وتصحيح الصورة الخاطئة للمدير «الكِشرى»، وهناك نماذج متعددة تبرز نجاح المرأة فى تولى المناصب القيادية العليا رغم محاولات الرجل تسفيه دورها، ومن نماذج المرأة الناجحة «ميركل» المستشارة الألمانية، و«تيريزا ماى» رئيسة وزراء بريطانيا، وسحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولى فى مصر. وحول النظرة السيئة للمرأة المطلقة فى مجتمعنا، قال حسين إن المرأة المطلقة فى مصر تميل إلى العزلة عن الآخرين، بسبب نظرة المجتمع لها بأنها صيد سهل، وبمرور الوقت تميل إلى العصبية وحدة الطباع وتهاجم باستمرار حتى تمنع ظهور ضعفها أمام الآخرين، رغم أن بداخلها انكسار كبير بسبب فشل حياتها الزوجية. وحذر حسين من ارتفاع نسبة المرأة المعيلة فى مجتمعنا المصرى، وهى التى تنفق على أسرتها وزوجها، وقد يصل الأمر إلى التعدى عليها بالضرب من أجل إلزامها بشراء المخدرات لزوجها، وهذه المشاكل تولِّد أزمة ثقة بالنفس، والمرأة المعيلة تشعر بالضعف أمام الظروف الاجتماعية والاقتصادية الشديدة التى تؤدى إلى تعرضها لكثير من الاضطرابات النفسية، ومن ثم تصبح أسيرة للعقد النفسية؛ الأمر الذى يجعلها تُفضل العزلة والتوارى عن المجتمع أو اللجوء إلى المهدئات؛ الأمر الذى يحطم الحالة النفسية القادرة على مواجهة الأحداث، وهذا يولد حالات من الاكتئاب والقلق والخوف والإرباك لدى كافة أفراد الأسرة. وطالب حسين بتقديم الدعم النفسى والمعنوى للمرأة المعيلة، لتعزيز الشعور لديها بأنها قادرةٌ على حل المشكلات، وهذا من الممكن أن يتم من خلال برامج تربوية وتعليمية واجتماعية، فمن الضرورى منحها التقدير والاعتزاز مع صمودها وثباتها فى مواجهة أزمات الحياة وإزالة نظرات الترحم والإشفاق، كما أنه يجب أن يكون هناك سعى من قبل الدولة لتعليم المرأة المعيلة المهارات الاقتصادية اللائقة للعمل. وحول اتهام المرأة بأنها ناقصة عقل ودين، أكد الدكتور عبدالفتاح إدريس، رئيس قسم الفقه المقارن بجامعة الأزهر، أن مقولة ناقصات عقل ودين ليست حديثا عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، وإنما مجرد دعابة أطلقها الرسول فى عيد النساء، حيث ذكرت إحدى النساء أنه عندما قال الرسول «ص» تصدقن وأكثرن الاستغفار فإنى رأيتكن أكثر أهل النار، فسألته إحداهن عن السبب، فقال لها الرسول ما رأيت من ناقصات عقل ودين أسلب للب الرجل العاقل منكن. وأكد إدريس أن الرسول «ص» لم يقصد سب المرأة أو أن ينتقص من عقلها ودينها، إنما كان ذلك على سبيل الدعابة إلا أن هناك ضعاف العقول من الرجال الذين أخذوا هذه المقولة واعتبروها حكما شرعيا، من أجل سلب المرأة جميع حقوقها فى الحياة، كذلك سلبوا حقها فى ممارسة الأعمال القيادية والمهمة مثل تولى القضاء والمجالس الرئاسية باعتبارها فى نظرهم ناقصة عقل ودين.
