" يا عيلاء ... اسمعني بس يا عيلاء" كانت تلك الكلمات هي المحصلة التي خرجت بها من المقابلة التي جمعت أحمد شفيق رئيس الوزراء الاسبق والكاتب /علاء الاسواني ، بالأضافة إلي كل من نجيب ساويرس وحمدي قنديل علي قناة اون تي في ، واتذكر اني كتبت ليلتها بعد انتهاء المقابلة مباشرة علي الفيس بوك ، انني اعتقد ان تلك المقابلة سوف تكون اخر مقابلة توك شو يجريها الفريق ، فاذا بانباء استقالة شفيق تخرج علينا في اليوم التالي مباشرة وكأنها استجابة من الله لرجائي الذي اعتقد انه كان رجاء لكثيرين من المصريين فمنذ أن تولي شفيق رئاسة الوزراء ، ظهر جلياً أفتقاده إلي الحنكة السياسية اللازمة لمواجهة الأسئلة المحرجة والزنقات الإعلامية، حيث كان يكتفي بالتهرب من الاسئلة الرئيسية عبر التطرق الي فرعيات لا تهم المواطن المصري المتعطش لموقف شجاع من الرجل او اشارة الي نيته تجاه الحفاظ علي مكتسبات الثورة وأعتقد ان اعتبار شفيق احد رجالات النظام السابق وايضا احد وزراء حكومته احد اهم اسباب عدم اعطاء الشعب المصري الواعي الثقة في هذا الرجل ، لان الشعب يعي جيدا ، انه لم يكن هناك مكان للشرفاء في حكومة النظام القديمة ، ولذلك لم تنطلي لهجة الرجل الناعمة في الحديث علي المواطن المصري ، والتي اقتصرت علي كلمات جوفاء لا تقدم التزامات ولا مسئوليات محددة ، ناهيك عن بعض التصريحات التي كانت تصدر عن بعض وزراء حكومته والتي كانت تعطي اشارات سلبية لم يغفلها الشعب المصري تعبر عن مكنونات صدور لم تنجح جهود شفيق ولا عدد من وزراؤه في اخفاؤها، مثل وزير الداخلية الذي خرج علينا بعد تنحي الرئيس بتصريحات عبقرية يؤكد فيها علي وجود اجندات اجنبية ، واشخاص يتحدثون بلكنات غريبة وسط المتظاهرين ولا اخفي عليكم اصدقائي اني كنت متوسم خيرا في هذا الرجل ، منذ التصريح الصحفي الاول عقب توليه رئاسة الوزراء ، لما احسست به من لغة متفاهمة مستعدة للحوار عكس الخطاب الذي تعودنا عليه نحن المصريين من رجال الحكومة وكبار المسئوليين المصريين في النظام القديم من تعالي وتكبر في الخطاب، ولكن ..... كما بدأ منحني شعبية الرجل عندي من القمة ، بدأ في الانهيار المتسارع مع كل لقاء تليفزيوني يعقده الرجل ، فقد كنت مثل مشجع كروي متلهف لدخول هدف لا يدخل ابدا ، مع كل سؤال يتم توجيهه للرجل ولا يجيب عليه باجابة شافية، وشفيق له عذره ، فهو لم يملك رؤية واضحة لمسئولياته تجاه الثورة ، فكيف يخدم شخص اهداف ثورة كان يسميها حركة منذ ايام قلائل،بل ويستخف بشبابها حتي انه أطلق عليه " عم شفيق بتاع البونبوني " نكاية فيه ونقدا لموقفه من الثورة والثوار ثم جاء يوم المواجهة الشهيرة بينه وبين علاء الاسواني ، فكان علاء الاسواني ثابتا في مكانه وموقفه ، رافضا للاسلوب الابوي الذي اراد ان يدير به شفيق الحوار ، واضعا ابتسامة واثقة، مستهزءة ،مستفزة علي وجهه ، علي عكس الفريق ، والذي ظهر قافزا ، مهزوزا ، عصبيا ، مراوغا ، لايملك اجابات محددة علي ما يوجه اليه من اسئلة ، واظن ان تلك المقابلة سوف يتم تدريسها في معهد الفنون المسرحية كمثال واقعي للكوميديا السوداء ولكن ، علي الجانب الاخر ، ماذا يملك شفيق من مؤهلات تجعله كفؤا لتبوء منصب رئيس الجمهورية ؟ ، فهو أكتسب شعبية وتعاطفاً كبيرين بعد أن تم ألتهامه حياً من الأسواني ، وقد تعاطف معه أكثر من تعاطف، شريحة كبيرة من مؤيدي الرئيس السابق ومناهضي الثورة، أو من المواطنين العاديين لأعتقادهم بأنه لم يأخذ الفرصة كاملة لأثبات حسن نواياه، ومن جانبه أعتقد ان شفيق راي في ترشيح نفسه فرصة لاستعادة بعضا من كرامته التي تبعزقت نتيجة المقابلة والانتقادات التي نالها ، فالمؤيدون يرون انه جدير بالمنصب نظرا لاحترامه..... والسؤال هنا ، ان كانت صفة الاحترام تكفي كمؤهل لتولي رئاسة الجمهورية ، اليس جميع مرشحي الرئاسة محترمين بالفعل؟ اترك الاجابة لحضراتكم ، وغدا لنا قول جديد باذن الله . د/خالد ميلاد