أكد مسؤولون غربيون في العاصمة البلجيكية بروكسل، الخميس، على أهمية مصر ودورها في منطقة الشرق الأوسط، كاشفين عن برنامج للتعاون بين القاهرة وحلف شمال الأطلنطي لإزالة الألغام من منطقة الساحل الشمالي بالعلمين، مشيرين إلى زيارة مرتقبة لوزير الخارجية، سامح شكري، للعاصمة البلجيكية بروكسل، الاثنين المقبل، لإجراء مباحثات في عاصمة الاتحاد الأوروبي مع مسؤولين في الاتحاد، بالإضافة لإجراء مشاورات مع المسؤولين في حلف شمال الأطلنطى. ولفت المسؤولون في حلف الناتو إلى أن مصر انضمت لمبادرة شركاء الناتو في المتوسط عام 1994، مؤكدين أن مصر دولة مهمة في المنطقة ولها موقع استراتيجي والحلف يعلق على مصر بفضل دورها في المنطقة على فهم كافة التطورات التي تحدث في منطقة الشرق الأوسط، وقالوا: «اليوم لدينا شراكة قوية وحوار رفيع المستوى مع القاهرة وهناك زيارات متبادلة بيبن الحلف والقاهرة». وكشف المسؤولون في الحلف عن وجود برنامج للتعاون مع مصر في منطقة الألغام في البلاد ولاسيما في العلمين، مؤكدين تزويد مصر بأحدث المعدات لاكتشاف الألغام ونزعها، مشيرين لوجود اتصالات ومشاورات بين مصر والحلف فيما يتعلق بقضية حظر أسلحة الدمار الشامل. واعتبر مسؤولون في حلف شمال الأطلنطى أن ما يتردد عن الحلف أنه منظمة تقوم بما يحلو لها هو مفهوم خاطئ، مؤكدين أن الحلف يقوم بالتنسيق في عملياته مع المنظمات الدولية والإقليمية الأخرى كالأمم المتحدة، وأشاروا إلى أن عدد القوات العسكرية التي تتبع الحلف المشاركة في عمليات عسكرية انخفض بشكل كبير، والسبب يعود إلى أن طبيعة العمليات تغيرت، لافتين إلى الحلف سحب قواته من أفغانستان، والتى استمرت من عام 2003 إلى 2015، والحلف يقوم فقط بمهمة التدريب للقوات الأفغانية التي تتولى مسؤولية تأمين البلاد. وأشار المسؤولون إلى التواجد الناجح للناتو لمكافحة القرصنة قبال سواحل الصومال، حيث قامت السفن التابعة للحلف بعملية الردع للقراصنة، مشددين على أن الهدف لم يكن دخول الصومال، وقالوا إن الناتو قام بالعملية بالمشاركة مع الاتحاد الأوروبى في عملية أتلانتا ودرع المحيط، موضحين أن العمليات تولت حماية سواحل الصومال وردع القراصنة، كما أن دولا أخرى كان لديها قوات بحرية هناك، مشيرين في هذا الصدد لأن هذه العملية نجحت بشكل كبير وانخفضت بشكل ملحوظ عمليات القرصنة في منطقة خليج عدن، وأن الحلفاء رأوا أنه ليس هناك داع لعمليات جديدة ضد القراصنة في الوقت الراهن. وأكد المسؤولون أنه ليست علاقة للقوة البحرية للحلف التي كانت متواجدة في منطقة خليج عدن، والتي تسمى درع المحيط بوقف عمليات تهريب الأسلحة للحوثيين. ولفت مسؤولو الحلف إلى وجود عملية للحلف في المتوسط، حيث تقوم بحرية بعملية مكافحة الهجرة غير الشرعية من تركيا واليونان، كما أن هناك عملية أخرى للحلف أطلق عليها (صوفيا) التي في وسط المتوسط. وحول علاقة الحلف مع الإدارة الأمريكية الجديدة، أكد المسؤولون في حلف الناتو أن الإدارة الأمريكية الجديدة أكدت التزامها في التحالف والناتو، والمصالح الأمريكية أولوية، مشيرين لوجود التزام أمريكى بدعم عمليات الحلف في أفغانستان، مؤكدين أن الحلف هو تحالف دفاعى بالدرجة الأولى ويعتبر الاستقرار والأمن من أولوياته. وفيما يتعلق دور الحلف في مكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، أكد المسؤولون أن الإرهاب تهديد خطير للسيادة الوطنية لكن مواجهة الإرهابى شيء معقد، ويمكن للناتو أن يقوم بدور في مكافحته، وقالوا نحن نعمل مع الدول الشريكة لمواجهة أي تهديدات إرهابية بمجالات تدريب لنزع الألغام وتدريب القوات الخاصة التونسية وهناك مبادرات لتعزيز القدرات الدفاعية في الأردن، مشيرين إلى أن مكافحة الإرهاب هدف سياسي لكل دول الحلف.
